ابن قيس الهلالي ، وكان هاربا من الحجّاج ، لأنّه طلبه ليقتله ، فلجأ إلى أبان بن أبي عيّاش ، فآواه ، فلمّا حضرته الوفاة ، قال لأبان : إنّ لك عليّ حقا ، وقد حضرتني الوفاة يا ابن أخي ، إنّه كان من أمر رسول الله (ص) كيت وكيت وأعطاه كتابا ، وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور رواه عنه أبان بن أبي عياش لم يروه عنه غيره.
وقال أبان في حديثه : وكان ـ سليم بن ـ قيس شيخا له نور يعلوه ... الحديث (١).
روى عنه المسعودي في التنبيه والإشراف (٢) وقال :
(... ما ذكره سليم بن قيس الهلالي في كتابه الّذي رواه عنه أبان بن أبي عياش أنّ النبيّ (ص) قال لأمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب (ع) ...) الحديث.
وروى الفضل بن شاذان (ت : ٢٦٠ ه) وقال : حدثنا محمّد بن إسماعيل بن بزيغ قال حدّثنا ابن عيسى (ت : ٢٠٨ ه) .. ذكرت هذا الحديث عند مولاي أبي عبد الله ـ أي الصادق (ع) ـ فبكى ، وقال : صدق سليم.
ويروي الكتاب عن سليم بغير مناولة جمع من الرواة ذكرهم الشيخ آغا بزرك في الذريعة (٢ / ١٥٢).
وقد روى عن الكتاب جمع من علماء الإمامية مثل الكليني والصدوق ومن جاء بعدهما.
وينبغي مقابلة الكتاب المتداول بيننا باسم (أصل سليم) بما رواه اولئك
__________________
(١) الفهرست ، الفن الخامس من المقالة السادسة ، أخبار فقهاء الشيعة وأسماء ما صنّفوه من كتب ، ص ٣٠٧ ، وط. طهران ، ص ٢٧٥. وفي الأصل (قيس) ونراه من غلط الناسخ والصحيح ما أثبتناه.
(٢) كتاب التنبيه والإشراف ، ص ١٩٨ ـ ١٩٩.