عن رسول الله (ص) شيئا ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلّوا حلاله ، وحرّموا حرامه (١).
نظرة في هذا الخبر وهذه التوصية :
إنّ هذه التوصية وردت بلفظ آخر من الخليفة عمر حين قال : (جرّدوا القرآن ...) كما يأتي بيانه في خبر القرآن على عهده ، وهو مؤدّى الشعار الذي رفعه عمر يوم وفاة الرسول (ص) عند ما طلب منهم الرسول (ص) وقال «هلمّ أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده».
فقال عمر : عندنا كتاب الله ، حسبنا كتاب الله.
إذا فالغاية من كلّ هذه المحاولات منع انتشار حديث الرسول (ص) سواء كان تفسيرا للقرآن ، أم كان في بيان أمر آخر.
ترى ما السبب في ذلك؟!
أمّا الخليفة أبو بكر ، فقد علّل نهيه عن التحديث عن رسول الله (ص) بأنّهم سوف يختلفون فيها.
* * *
وسوف نرى في ما يأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ وندرك انّ سبب نهيهم عن نشر حديث الرسول (ص) تخوفهم من انتشار ما يخالف سياسة الحكم عندهم.
وكان من جملة حديث رسول الله (ص) المنهي عن نشره ما كان تفسير الآيات من القرآن الّتي فيها فضيلة لمنافسي سلطة الخلفاء أو منافسي قبيلتهم قريش ، ولهذا السبب أصدر الخليفة أبو بكر مرسوم (لا تحدّثوا عن رسول الله شيئا ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلوا حلاله ، وحرّموا حرامه).
__________________
(١) تذكرة الحفاظ للذهبي ١ / ٢ ـ ٣ بترجمة أبي بكر.