وفي النهج : « فإن الآلام تحط الأوزار ، وتحتّها كما تحت أوراق الشجر » (١) أو كما قال.
ولمصلحة له يعلمها الله سبحانه وتعالى كما مر ، ولمجموعها (٢) لجميع ما مر.
والأدلة السمعية على أن الألم في حق المؤمن لحط الذنوب فقط ، كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (من وعك ليلة) الخبر ونحوه ، حتى تواتر معنى.
وكقول الوصي عليهالسلام : « جعل الله ما تجد من شكواك حطا لسيئاتك » إلى قوله عليهالسلام : « وإنما الجزاء على الأعمال » (٣) أو كما قال ، وهو توقيف.
وـ له على الصبر عليه والرضاء به ثواب لا حصر له ؛ لأنهما عمل لقوله تعالى : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٤) وقوله تعالى : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (٥) الآية.
ويمكن أن يكون إيلام من قد كفر الله [عنه] جميع سيئاته ، كالأنبياء صلوات الله عليهم تعريضا للصبر على الألم والرضا فقط ؛ إذ هو حسن كالتأديب.
وإيلام أهل الكبائر تعجيل عقوبة فقط ، وقيل (٦) : لا عقاب قبل الموافاة.
لنا : قوله تعالى : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) (٧).
__________________
(١) أخرجه أحمد في مسنده بلفظ مختلف ٤ / ١٢٣. ش ٢ / ١٨٧.
(٢) أي : مجموع ما ذكر وهي : الاعتبار ، وتحصيل سبب الثواب ، وحط الذنوب ، وحصول الحكمة.
(٣) قال في الشرح : ٢ / ٢٨٥ : الذي ذكر في النهج أن الوصي عليهالسلام عاد بعض أصحابه فقال : « جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك ، فإن المرض لا أجر فيه ، ولكنه يحط السيئات ويحتها حت الأوراق ، وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام ، وأن الله سبحانه يدخل الجنة بالنية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده ».
(٤) الزمر : ١٠.
(٥) البقرة : ١٥٦ ـ ١٥٧.
(٦) هو قول أبي هاشم ، وخالفه أبو علي.
(٧) التوبة : ٣٠.