لنا : زواله عند نحو النوم وعوده عند النقيض ، فلو كان (العقل) (١) القلب أو جوهرا لم يزل ، والطبيعة إن أرادوا بها العرض فكقولنا ، وإلا فلا تحقق لها.
أئمتنا عليهمالسلام ، والمعتزلة (٢) : ومحله القلب.
الفلاسفة : بل محله الدماغ.
قلنا : لا دليل عليه إلا قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) (٣) وقد صح بما يأتي إن شاء الله تعالى.
قالوا : كي دماغ متغير العقل وصلاحه به دليل كونه فيه.
قلنا : له من الدماغ مادة فالكي لإصلاحها ، ككي باطن العقب لبعض أوجاع البطن ، وكاللحية لها مادة من الذكر.
جمهور أئمتنا عليهمالسلام ، والمعتزلة : والعقل معنى غير الضرورية.
__________________
(١) ـ ما بين القوسين غير موجود في نسخة الشرح المعتمدة إلا على سبيل الشرح ، وهو موجود في بعض النسخ كمتن
(٢) المعتزلة : هم أتباع واصل بن عطاء الغزال ، كان نادرة الزمان في فصاحته ، وكان يغشى مجلس الحسن ، ثم ناظره في المنزلة بين المنزلتين والحسن ينكرها ، واعتزل واصل وتبعه عمرو بن عبيد الزاهد ، فقال الحسن : ما فعلت المعتزلة؟ فسموا بذلك ، وأرسل واصل عثمان الطويل فتبعه سواد الكوفة ، واعترضه الإمام الصادق عليهالسلام في مسائل ، ونسبه إلى الابتداع ، ثم انقسموا إلى بصرية شيخهم محمد بن الهذيل العلاف البصري ، صاحب الجدل والمناظرات ، وبغدادية شيخهم أبو الحسين الخياط وتلميذه أبو القاسم البلخي ، ويجمع مذهبهم القول بالعدل والتوحيد ، وتقديم أبي بكر في الإمامة ، واختلفوا في الفضيلة ، فمنهم من فضل عليا ، وهم غالب البغدادية ، وبعض البصرية ، ومنهم من فضل أبا بكر ، وهم غالب البصرية ، وقد أطلق هذا الاسم أولا على من اعتزل الحرب مع الإمام علي عليهالسلام ، ثم غلب فيما بعد على من ذكرنا أولا.
(٣) الحج : ٤٦.