المجبرة (١) : لا يجب إلا سمعا.
لنا : ما مر ، وإن سلم لزم بطلانه بالدور ، أو الكفر ؛ لأن المكلفين إما أن يجب عليهم النظر في صحة دعوة الأنبياء عليهمالسلام أو لا. الأول دور ؛ لأنه لا يجب النظر إلا بالسمع والسمع لا يثبت إلا بالنظر ، والثاني تصويب لمن أعرض عن دعوة الأنبياء عليهمالسلام ؛ إذ لا واجب عليه ، وذلك كفر ؛ لأنه رد لما جاءت به الرسل ، وما علم من دين كل نبئ ضرورة
أئمتنا عليهمالسلام ، والجمهور : وهو فرض عين.
ابن عياش (٢) ، والبلخي (٣) والعنبري (٤) ورواية عن القاسم (٥) عليهالسلام ، ورواية عن المؤيد بالله (٦) عليهالسلام : بل النظر فرض كفاية (٧).
__________________
(١) المجبرة هنا هم : جهم بن صفوان وأتباعه ؛ لأنهم يقولون : لا اختيار للعبد بل هو كالشجرة ، وأما الأشعرية والنجارية فيثبتون الاختيار ، ولما تلاشى الجبر ألزموا الجبر ، وهو يطلق على كل من لم يثبت للعباد فعلا.
(٢) ابن عياش : هو أبو إسحاق إبراهيم بن عياش النصيي البصري المعتزلي ، قال في المنية والأمل : كان من الورع والزهد والعلم على حد عظيم ، وهو من الطبقة العاشرة من المعتزلة ، وله كتاب في إمامة الحسنين ، وكتب أخرى حسان ، وهو أحد الذين تتلمذ عليهم القاضي عبد الجبار.
(٣) البلخي : هو عبيد الله بن أحمد بن محمود الكعبي ، أبو القاسم البلخي المعتزلي ، إمام معتزلة بغداد ، أخذ الكلام عن أبي الحسين عبد الرحيم بن محمد الخياط ، روى الحديث قليلا ، وليس بذاك فيه ، له كتاب السند ، وكتاب الطبقات ، والمقالات ، صحب الإمام محمد بن زيد الداعي ، وكتب له ، وقال : ما كتبت لأحد إلا استصغرت نفسي إلا محمد بن زيد فكأني أكتب لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصحب الناصر وأخذ عنه علم الكلام الإمام الهادي إلى الحق يحي بن الحسين عليهالسلام ، ذكره يحيي بن حميد ، توفي ببلخ في أيام المقتدر سنة ٣١٧ ه
(٤) العنبري : هو عبيد الله بن الحسن العنبري ...
(٥) القاسم : هو ترجمان الدين الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، الملقب طباطبا الرسي ، أحد أقطاب الدين ، وأئمة الزيدية ، ولد سنة ١٧٠ ه بعد قتل الإمام الحسين بن علي الفخي بأشهر ، روى عن أبيه ، وأبي بكر ، وإسماعيل أخي ابن أبي أويس ، وأبي سهل المقري ، وآخرين ، وعنه أولاده النجباء محمد ، والحسن والحسين ، وسليمان ، وداود ، وغيرهم ، وروى عنه محمد بن منصور ، وأبو جعفر النيروسي ، وغيرهم.