[وقال] بعض الزيدية (١) وجمهور المعتزلة : بل هي (٢) معنى خلقه [الله] مقارنا لخلق المراد غير مراد في نفسه ، ولا محل له.
قلنا : يستلزم الحاجة على الله سبحانه إليه ، ونحو العبث حيث لم يكن مرادا في نفسه (٣) وعرض لا محل له محال كحركة لا في متحرك.
بعض المجبرة (٤) : بل معنى قديم.
قلنا : يستلزم إلها مع الله تعالى ، وقد مر إبطاله ، أو توطين النفس ، وذلك يستلزم التجسيم والجهل ، وقد مر إبطالهما.
النجارية : بل لذاته.
قلنا : يلزم توطين النفس [وأن تكون ذاته مختلفة ؛ لأن إرادته الصيام في رمضان خلاف إرادته تركه يوم الفطر ؛ لأن التخالف لا يكون إلا بين شيئين فصاعدا] (٥).
الرافضة (٦) : بل حركة لا هي الله تعالى ، ولا هي غيره.
قلنا : لا واسطة إلا العدم.
الحضرمي (٧) : بل حركة في غيره.
__________________
(١) كالإمام المهدي أحمد بن يحي وغيره.
(٢) أي : الإرادة والكراهة أيضا.
(٣) لأن من فعل ما لا يريد فهو عابث عند العقلاء قطعا.
(٤) وهم الكلابية والأشعرية.
(٥) ما بين الأقواس غير موجود في الشرح المطبوع ، وذكر في الشرح الصغير أنه زيادة في بعض النسخ ، وهذا مبني على نسخة متقدمة من الأساس ، وهي : (النجارية : بل ذاته) والذي في عقائد النسفي أن النجارية تقول : هو مريد بذاته ، فالكلام بين القوسين رد لما ذكر منهم في النسخة المتقدمة.
(٦) هشام بن الحكم وموافقوه.
(٧) الحضرمي : هو يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، أحد علماء العربية والنحو ، والفقه ، وقراءات القرآن ، قال الزبيدي : إنه أقرأ القراء ، وأعلم بالاختلاف في القراءات ، وتعليله ومذاهبه ، توفي سنة ٢٠٥ ه.