أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) عقر (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) (٦٤) إن عقرتموها (فَعَقَرُوها) عقرها قدار بأمرهم (فَقالَ) صالح (تَمَتَّعُوا) عيشوا (فِي دارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) ثم تهلكون (ذلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (٦٥) فيه (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا) بإهلاكهم (نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) وهم أربعة آلاف (بِرَحْمَةٍ مِنَّا) نجيناهم (وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) بكسر الميم إعرابا وفتحها بناء لإضافته إلى مبني وهو الأكثر (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ) (٦٦) الغالب (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) (٦٧) باركين على الركب ميتين (كَأَنْ) مخففة واسمها محذوف أي كأنهم (لَمْ يَغْنَوْا) يقيموا (فِيها) في دارهم (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) (٦٨) بالصرف وتركه على معنى الحي والقبيلة (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) بإسحاق ويعقوب
____________________________________
الناقة لله تشريفا ، أي لا اختصاص لأحد بها.
قوله : (تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) أي من العشب والنبات ، وفي الكلام اكتفاء ، أي وتشرب من ماء الله ، على حد (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) أي والبرد. قوله : (قَرِيبٌ) أي عاجل لا يتأخر عنهم إلا ثلاثة أيام. قوله : (عقرها قدار) أي ابن سالف ، حيث ضربها في رجليها ، فذبحوها واقتسموا لحمها ، وقدار هذا من أشقى الأشقياء.
قوله : (فِي دارِكُمْ) أي أرضكم. قوله : (ثَلاثَةَ أَيَّامٍ) والحكمة في ذلك ، بقاء الفصيل ينوح على أمه ثلاثة أيام ، ثم فتحت له الصخرة ، ودخل فيها ، قالوا : وما العلامة؟ قال : تصبحون في اليوم الأول وجوهكم مصفرة ، وفي اليوم الثاني وجوهكم محمرة ، وفي اليوم الثالث وجوهكم مسودة. قوله : (غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (فيه) أشار المفسر بتقدير فيه ، إلى أنه من باب الحذف والإيصال. قوله : (بِرَحْمَةٍ مِنَّا) أي وهي الإيمان. قوله : (مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ) أي يوم إهلاكهم بالصيحة. قوله : (لإضافته إلى مبني) أي فهي من أسباب البناء. قوله : (وهو الأكثر) أي عربية ، وأما في القراءة فمستويان.
قوله : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا) حذفت تاء التأنيث من الفعل ، إما لكون المؤنث مجازيا كما يقال طلع الشمس ، أو للفصل بالمفعول ، كأتى القاضي بيت الواقف. قوله : (الصَّيْحَةُ) أي مع الزلزلة فتقطعت قلوبهم ، والمراد صيحة جبريل عليهم من السماء ، فسمعوا صوت كل شيء فماتوا جميعا. قوله : (أَلا بُعْداً) أي طردا دائما عن رحمة الله ، فقد نزعوا من دائرة الحلم والرحمة. قوله : (بالصرف وتركه) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله : (على معنى الحي) راجع للصرف ، وقوله : (والقبيلة) راجع لتركه ، فهو لف ونشر مرتب ، وقد تقدم بسط تلك القصة في الأعراف.
قوله : (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا) أتى هنا بقصة إبراهيم توطئة لقصة لوط لا استقلالا ، لأن الهلاك هنا لم يكن لقوم إبراهيم ، ولذا غاير الاسلوب ، فلم يقل وأرسلنا إبراهيم إلى قومه مثلا ، ورسلنا بضم السين وإسكانها ، قراءتان سبعيتان في جميع القرآن ، متى أضيفت رسل للضمير ، فإن أضيفت للظاهر قرىء بضم السين لا غير ، واختلف في عدة الرسل الذين جاؤوه ، فعن ابن عباس ثلاثة : جبريل وميكائيل وإسرافيل ، وقيل تسعة ، وقيل اثنا عشر ، وقيل غير ذلك ، وعاش إبراهيم من العمر مائة وخمسا وسبعين