الآحاد من « الذّريعة » (١). انتهى ما أردنا نقله من كلامه رفع في الخلد مقامه
وأنت خبير بأنّه فيما كان نقل الكاشف حجّة مستقّلة من غير حاجة إلى ضمّ أقوال وأمارات أخر من حيث كون المنقول لازما عاديّا لقول الإمام عليهالسلام يكون نقل المنكشف من هذا الكاشف ـ بالاعتبار الّذي عرفته في مطاوي كلماتنا السّابقة ـ حجّة بناء على دلالة الآية على حجيّة الخبر في الحسيّات أو ما يرجع إليها حسبما عرفت مفصّلا ، إذن الانتقال من اللاّزم الحسّي إلى ملزومه بمنزلة إحساس الملزوم ولا دخل له بالرّأي والاجتهاد والنّظر ؛ حتّى يمنع من الأخذ به في حقّ المجتهد ، كما أنّه على تقدير عدم ثبوت المفهوم للآية لا يقول بحجيّة شيء منهما.
نعم ، فيما كان المنقول على تقدير تحقّقه غير كاشف في الكشف من حيث عدم ثبوت الملازمة بينه وبين قول الإمام عليهالسلام عندنا وإن كانت ثابتة باعتقاد النّاقل كان النّقل مقيدا من حيث نقل جزء السّبب فيما لو انضمّ إليه الجزء الآخر بسبب الكشف ولم يكن مقيدا بالنّسبة إلى المنكشف باعتقاد النّاقل ؛ من حيث إنّ إخباره بالنّسبة إلى المنكشف لا يرجع إلى الحسّ ؛ من جهة عدم الملازمة العاديّة بالفرض بين المنقول وقول الإمام عليهالسلام واقعا ، وإن اعتقدها النّاقل.
ويمكن تنزيل كلام الشّيخ المحقّق المتقدّم ذكره (٢) في التّفصيل الّذي ذكره ، على ما استدركناه أخيرا.
__________________
(١) كشف القناع : ٤٦٠ ـ ٤٦٢ والظاهر ان اللفظ مأخوذ من رسالة المواسعة والمضايقة للمحقق المزبور التي مرّت الإشارة إليها مسبقا وذلك لوجدان الإختلاف الكثير بين الفاظ كشف القناع والمذكورها هنا على ان الرسالة لا تزال مخطوطة.
(٢) المحقق الفقيه الشيخ أسد الله التستري.