قذف بوضع الأخبار ورمي بالغلوّ ، والأخبار الّتي استدلّوا بها في المباحث العلميّة كالتّوحيد والعدل. والجواب في الكلّ واحد » (١). انتهى كلامه رفع في الخلد مقامه.
وأنت خبير بظهوره غاية الظّهور في ذهابه إلى عدم حجيّة خبر المجرّد سيّما بملاحظة السّؤال والجواب المذكورين في ذيل كلامه ، بل كلامه قبل ذلك في مقام الاستدلال على عدم حجيّة المطروح والشّاذ أيضا ، ظاهر في ذلك ، حيث قال :
« ولا يقال : الإماميّة عاملة بالأخبار وعملها حجّة. لأنّا نمنع ذلك ، فإنّ أكثرهم يردّ الخبر بأنّه واحد وبأنّه شاذّ ؛ فلو لا استنادهم مع الاختيار على وجه يقتضي العمل بها ، لكان عملهم اقتراحا ، وهذا لا يظنّ بالفرقة النّاجية » (٢). انتهى كلامه رفع مقامه.
وهذا كما ترى ظاهر في إنكاره للعمل بالخبر الواحد المجرّد رأسا ، ولا ندري كيف يجامع هذا الإنكار الشّديد قوله سابقا : « إذ ما من مصنّف إلاّ ويعمل بخبر المجروح كما يعمل بخبر العدل ».؟!
وكيف لا يكون إنكار عمل الطّائفة بخبر الواحد رأسا طعنا وقدحا في المذهب ، ويكون إنكارهم للعمل بخبر غير السّليم طعنا فيهم وقدحا في المذهب؟ فتأمّل لعلّك تقف على وجه التّوفيق بين كلماته قدسسره وإن كانت في غاية الاضطراب ،
__________________
(١) نفس المصدر ج ١ / ٣٠ ـ ٣١.
(٢) نفس المصدر : ج ١ / ٣٠.