والّذين لا يختلف حال علومهم بالمعلومات نبيّنا وأمير المؤمنين والأئمّة الطّاهرين من ولدهما صلوات الله وسلامه وتحيّاته عليهم أجمعين. ومن هنا قال الأمير صلوات الله عليه : ( لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ) (١).
وبالجملة : حمل كلام السيّد على ما أفاده في غاية البعد ، بل إطلاق العلم في العرفيّات عليه لا يكون إلاّ من باب المسامحة ، ومن هذا الباب إطلاقه على دونه من الظّنون ، كإطلاق الظّن على العلم ، وإن ذكر بعض مشايخنا (٢) في « شرحه على شرائع الإسلام » شيوع استعماله فيه ، بحيث يحمل على الأعمّ من الاطمئنان عند الإطلاق ويترتّب عليه أحكام العلم ، لكنّه كما ترى ، مع أنّه لا تعلّق له بكلام السيّد وغيره في مقام تعريف العلم : بأنّه ما اقتضى سكون النّفس (٣).
قال الشيخ قدسسره في « العدّة » : « العلم ما اقتضى سكون النّفس » وهذا الحدّ أولى من قول من قال : ( بأنّه الاعتقاد بالشّيء على ما هو به مع سكون النّفس ) ؛ لأنّ الّذي يبيّن به العلم من غيره من الأجناس هو سكون النّفس دون كونه اعتقادا. ولا
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٤٠ ص ١٥٣ ، وكتاب الألفين : ١٢٦ وليس للحديث أصل في تراث أصحابنا المعتبر ، نعم ، ورد في مثل فضائل شاذان ونظائره مرسلا على أنّ الإمام المعصوم عليه الصلاة والسلام لا تخفى عليه خافية ولا يحجبه غطاء حتى يحتاج إلى كشفه ، ألا تقرأ في زيارة بقية الله عزّ وجل « السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى ».
(٢) الفقيه المتضلّع الشيخ محمّد حسن النجفي في جواهره أنظر الجواهر : ج ٤٠ / ٥٥.
(٣) الذريعة : ١ / ٢١.