بإمكان إحياء الموتى فإنّه لدفع مشاكثة الوهم بانضمام المشاهدة إلى البرهان. وروى « ابن بابويه » في كتاب « التّوحيد » عن الرّضا عليهالسلام أنّه قال : ( إنّ الله تعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليهالسلام أنّي متّخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم عليهالسلام أنّه ذلك الخليل ، فقال : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) على الخلّة » (١) الحديث. وربّما يطلق على المشاكثة الوهميّة الشك مجازا ، ولا يبعد أن يكون قوله تعالى في سورة يونس : ( فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ ) (٢) محمولا عليه.
ثمّ ظاهر كلام المصنف موافقا « للذّريعة » : أنّ سكون النّفس أخصّ من عدم تجويز النّقيض ، وأنّ عدم تجويز النّقيض متحقّق في الجهل المركّب والتّقليد دون سكون النفس كما سيجيء في قوله : ( لأن الجاهل يتصور نفسه بصورة العالم ) (٣) ولعلّه زعم : أنّ سكون النّفس هو عدم تجويز النّقيض مع رسوخه في النّفس. أي : امتناع زواله بالمعنى المذكور سابقا.
وقال المحقّق الطّوسي في « شرح رسالة العلم » : ( الجهل المركّب والتّقليد يشاركان العلم في كونهما اعتقادين مقارنين لسكون النّفس ، إلاّ أنّ العلم يقتضيه
__________________
(١) توحيد الصدوق : ١٣٢.
(٢) يونس : ٩٤.
(٣) عدّة الأصول : ج ١ / ١٧.