(١٩٧) قوله قدسسره : ( أو يريد أنّ المضار الغير الدّنيوية ... إلى آخره ). ( ج ١ / ٣٧٠ )
أقول : هذا منبىء على كون المراد من العقاب خصوص ما يستحقّه المكلّف للمعصية من الدّخول في النّار أو العذاب والعقوبات الّتي يلحقه في عالم البرزخ إلى ورود جهنّم ، لا مثل انحطاط الشّأن والمرتبة بحسب الدّرجات العالية ، والبعد عن مراتب قرب ساحته « جلّ جلاله » والحرمان عن الفيوضات الغير المتناهية ، أو خصوص دخول النّار لا غيره.
ثمّ إنّ الباعث على التّكليف وبعث الرّسل إنّما هو تكميل النّفوس وحصول الاستعداد لها ، لفيضان رحمة الحقّ جلّت عظمته والتّشبّه بالمبدأ الموجب لقرب حضرته الّذي هو منتهى المقصود ، فدفع المضارّ الأخرويّة ممّا يترتّب على هذا المقصود كجلب المنافع الأخرويّة وليسا ممّا يقصده بالتّكليف والبعث أوّلا وبالذّات. فلعلّ مراده قدسسره ما ذكرنا لا ما ربّما يستظهر من العبارة في باديء النّظر.
(١٩٨) قوله قدسسره : ( كخبر الفاسق ... إلى آخره ). ( ج ١ / ٣٧١ )
أقول : غرضه قدسسره مجرّد التّمثيل ، ومثاليّة الأوّل إنّما هي على سبيل الإهمال ، كيف! وقد صرّح قدسسره بحجيّة خبر الفاسق في الجملة في مواضع من كلماته ، بل وكذا غيره من الإماميّة.
وقد عرفت قول « المحقّق » : « إنّه ما من مصنّف إلاّ ويعمل بخبر