أحدها : كونه متضمّنا للسّنة بحيث يكون دلالته عليها بالتضمّن.
وهو الّذي اختاره السيد وجماعة ممّن سلكوا طريقته ، بل هو الظاهر من أكثر المتقدّمين إلى زمان صاحب « المعالم » (١). ومن هنا قال العلاّمة قدسسره في وجه
__________________
مع أن ما يحدث من الإجماع في زمان الغيبة الكبرى لا يحتمل أن يكون مستندا إلى مقالة الإمام عليهالسلام ؛ فإنها لو كانت لم يختص المجمعون بالإطّلاع عليها ؛ فان الروايات مضبوطة معلومة في الكتب « الاصول ن خ » المعروفة ولا يختص أحد بالاطّلاع على ما فيها. فليس إلاّ اجتهادات متوافقة ، إتفق توافقها لو لم يكن مستندا إلى تقليد بمعنى قلّة البضاعة وعدم استطاعة المخالفة لعظم القائل في نظره كما هو الحال في من نشأ بعد الشيخ قدسسره.
والحاصل : ان توافق الآراء والإجتهادات لا يكشف عن رأى الإمام عليهالسلام وإنما الكاشف عنه ما كان عن حس محض غير مستند إلى النظر أصلا كما هو الحال في جميع ضروريات الدين ، مع أن مجرد احتمال كون الإجماع من هذا القبيل يكفي في فساده ، ولا حاجة إلى إثبات أنه كذلك ، مع ان كون ما تداول من الإجماع في المسائل النظريّة من هذا القبيل مما لا يخفى على المتتبّع ، وكيف يخفى هذا المعنى مع ان الضروري لا يخفى إلاّ على الجاهل ، ولو اتفق خفاؤه على شخص لشبهة فيكفي في دفعها مجرد التنبيه ولا يحتاج إلى الإستدلال ، بل نقول : إن الذي يظهر بالتتبّع وصرّح به أهل الخبرة : أن منشأ الإجماع والشهرة غالبا إنّما هو قول من يعتمدون على نظره وإتقانه كما هو الحال فيمن نشأ بعد الشيخ قدسسره من تلامذته ومن يحذو حذوهم .. ». إنتهى.
محجة العلماء : ج ١ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤.
(١) السيد في الذريعة : ج ٢ / ٦٠٥ ، والمفيد في أوائل المقالات : ١٢١ ، والسيد ابن زهرة في الغنية والمحقق في المعتبر : ج ١ / ٣١ ، والمعارج : ١٣٢ ، والعلامة في النهاية : ٢٤١ ، والتهذيب : ٦٥ و ٧٠ ، والشهيد في الذكرى : ج ١ / ٤٩ ، وفي القواعد والفوائد : ج ١ / ٢١٧ ،