مع انسداد باب الظّنّ المطلق في الطّريق ، أو عدم كفاية ما ظنّ اعتباره ، مع أنّه التزم بحجيّة الظّن في الفروع على هذا التّقدير فيما عرفت من كلامه والملازمة كبطلان اللّوازم ظاهرة. اللهمّ إلاّ أن يتشبّث في التّعميم بالنّسبة إلى جميع ذلك بعدم القول بالفصل وهو كما ترى بمكان من الضعف.
والحاصل (١) : أنّ كلّ ما يزيد المنصف التّأمّل في هذا القول ولوازمه يزيد له
__________________
(١) قال أبو المجد والوقاية وحفيد المحقق صاحب الهداية الشيخ محمد رضا الإصفهاني قدسسره :
ومن العجب أنّ من لا أسمّيه من علماء العصر بلا علامة زعم : أن كلّ ما يزيد المنصف التأمّل في هذا القول ولوازمه يزيد له التعجّب ممن صار إليه مع كونهم من أفاضل الأعلام.
هذا مع اعترافه بأنه مشتبه المراد ولا أدري كيف جاز له المبادرة إلى الإيراد وهو باعترافه لم يعرف المراد!
ونحن نعرّفه وأصحابه بمراد العلاّمة الجدّ وشقيقه [ صاحب الفصول ] وعديله [ صاحب المقابس ] ( الثلاثة المتناسبة ) ونقول :
إن هؤلاء الأعلام لم يأتوا ببدع من القول ولا ببدعة في الدين ، بل جروا على سنّة أسلافهم الصالحين من حصر الحجّة في كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم وآثار أئمّتهم وتجنّبوا مزالق الظن والتخمين ، ولمّا فشا في زمانهم الكلام على هذا الدليل البالغ حدّ الفساد المعروف بدليل الإنسداد وكاد أن يتّسع الخرق على الرّاقع ويقوم ما لا يغني عن الحق شيئا مقام الشارع فيفتح بهذا الإنسداد أبواب البدع والأهواء ويقول في الدين من شاء ما شاء ، ويتعلّق كلّ مبدع بأهدابه ، ويدخل ما ليس من الدين فيه من بابه قاموا في نصرة الحق أتمّ قيام