المتأخّرين في مستند إجماعاته لا يجدي شيئا على تقدير تسليمها إغماضا عن الكلمات المحكيّة في « الكتاب » للشّيخ ، الصّريحة في خلافها.
(٢٠) قوله قدسسره : ( ثمّ إنّ الاستناد إلى هذا الوجه ظاهر من كلّ ... إلى آخره ). ( ج ١ / ١٩٦ )
أقول : ما أفاده قدسسره من ظهور الاستناد إلى قاعدة اللّطف : من كلّ من اشترط في تحقّق الإجماع اتّفاق جميع علماء العصر وقدح المخالف في حجيّته ـ ولو كان واحدا بل قدح عدم موافقته ولو كان متردّدا ، كما يظهر من الفخر (١) ممّا حكي عنه في « الكتاب » (٢) ، كما هو ظاهر كلام المشترط بل صريحه عند التّأمّل ، لا في تحقّق موضوعه بحسب الاصطلاح ـ أمر ظاهر لا سترة فيه أصلا.
فإنّ من المسلّمات عندهم عدم قدح مخالفة معلوم النّسب في الحجيّة على طريقة المتقدّمين والمتأخّرين فيتعيّن أن يكون مبناه على قاعدة اللّطف ؛ فإنّه وإن لم يستفد من كلام الشّيخ قدسسره منع مطلق المخالفة عن وجوب الرّدع ، إلاّ أنّ صريح غير واحد ـ مثل المحقّق الدّاماد على ما هو مقتضى كلامه المحكي في « الكتاب » وغيره ـ : أنّ الذي يقتضي اللّطف موافقة رأي بعض العلماء في كلّ عصر لرأي الإمام عليهالسلام ، فإذا كان هناك مخالف لا يحكم من جهة قاعدة اللّطف بحقيّة ما اتّفق عليه الباقون.
__________________
(١) فخر الدّين وفخر المحققين لقب اختص به أبو طالب محمّد ( ٦٨٢ ـ ٧٧١ ) بن العلاّمة أبي منصور جمال الدين الحسن بن سديد الدين يوسف بن المطهّر الأسدي الحلّي أحد أعلام هذه الطائفة وشيوخها ويحقّ للطائفة بحقّ أن تعتزّ به وبأبيه وجدّه حيث لهم الأيادي البيضاء المشرقة في إعلاء كلمة المذهب.
( ٢ و ٣ و ٤ و ٥ ) فرائد الأصول : ج ١ / ١٩٦.