نعم ، ظاهر النّسبة الوجدان في الكتب ، لا التحصيل عن اجتهاد. لكنّه ليس ارتكاب خلاف الظّاهر في لفظ الإجماع المسامحة في اللّفظ التي عرفناها من مطاوي كلماته قدسسره إذ هي استعمال لفظ الإجماع الموضوع لاتّفاق الكلّ المتضمّن لقول الإمام عليهالسلام في غيره ، وهو اتّفاق من يكشف بحكم قاعدة اللّطف أو الحدس عن رأيه عليهالسلام.
كما ذكره في « المعالم » أيضا حاكيا له عن المحقّق قدسسره ما في « المعتبر » فإنّه ( حكى عن « المعتبر » أنّه قال : « وأمّا الإجماع فعندنا هو حجّة بانضمام المعصوم عليهالسلام فلو خلي المائة من فقهائنا عن قوله عليهالسلام لما كان حجّة ، ولو حصل في اثنين لكان قوله عليهالسلام حجّة ، لا باعتبار اتّفاقهما ، بل باعتبار قوله عليهالسلام ، فلا تغترّ إذن بمن يحكم فيدّعي الإجماع باتّفاق الخمسة أو العشرة من الأصحاب مع جهالة قول الباقين إلاّ مع العلم القطعي بدخول الإمام عليهالسلام في الجملة (١) » هذا كلامه وهو في غاية الجودة ) (٢) انتهى كلامه.
ثمّ قال : « والعجب من غفلة جمع من الأصحاب عن هذا الأصل وتساهلهم في دعوى الإجماع عند احتجاجهم به للمسائل الفقهيّة كما حكاه رحمهالله حتّى جعلوه عبارة عن مجرّد اتّفاق الجماعة من الأصحاب » (٣) إلى آخر ما تقدّم نقله سابقا في « الكتاب ».
ثمّ قال : « وما اعتذر به عنهم الشّهيد رحمهالله في الذّكرى ـ من تسميتهم المشهور
__________________
(١) المعتبر : ج ١ / ٣١.
(٢) معالم الدين وملاذ المجتهدين : ١٧٣.
(٣) المعالم : ١٧٤.