صَلَاةٍ ، وَكَانَتْ تَجْلِسُ فِي مِرْكَنٍ (١) لِأُخْتِهَا ، وَكَانَتْ (٢) صُفْرَةُ الدَّمِ تَعْلُو الْمَاءَ ».
قَالَ (٣) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَمَا تَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَمَرَ هذِهِ بِغَيْرِ مَا أَمَرَ بِهِ تِلْكَ؟ أَلَا تَرَاهُ لَمْ يَقُلْ لَهَا : دَعِي الصَّلَاةَ أَيَّامَ أَقْرَائِكِ ، وَلكِنْ قَالَ لَهَا : إِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي؟ فَهذَا يُبَيِّنُ (٤) أَنَّ هذِهِ امْرَأَةٌ قَدِ اخْتَلَطَ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا ، لَمْ تَعْرِفْ عَدَدَهَا وَلَاوَقْتَهَا ، أَلَاتَسْمَعُهَا (٥) تَقُولُ : إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلَا أَطْهُرُ (٦)؟ وَكَانَ أَبِي يَقُولُ : إِنَّهَا (٧) اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ ، فَفِي أَقَلَّ مِنْ هذَا (٨) تَكُونُ (٩) الرِّيبَةُ وَالِاخْتِلَاطُ ، فَلِهذَا احْتَاجَتْ إِلى (١٠) أَنْ تَعْرِفَ إِقْبَالَ الدَّمِ مِنْ إِدْبَارِهِ (١١) ، وَتَغَيُّرَ (١٢) لَوْنِهِ مِنَ السَّوَادِ إِلى غَيْرِهِ ، وَذلِكَ أَنَّ دَمَ الْحَيْضِ أَسْوَدُ يُعْرَفُ ، وَلَوْ كَانَتْ تَعْرِفُ أَيَّامَهَا ، مَا احْتَاجَتْ إِلى مَعْرِفَةِ لَوْنِ الدَّمِ ؛ لِأَنَّ السُّنَّةَ فِي الْحَيْضِ أَنْ تَكُونَ (١٣) الصُّفْرَةُ وَالْكُدْرَةُ فَمَا فَوْقَهَا فِي أَيَّامِ الْحَيْضِ إِذَا عُرِفَتْ حَيْضاً كُلُّهُ إِنْ كَانَ الدَّمُ أَسْوَدَ ، أَوْ غَيْرَ ذلِكَ.
__________________
(١) « المِرْكن » كمنبر : شبه تَوْر ـ وهو إناء من صفر ، وقد يتوضّأ منه ـ من أَدَم يتّخذ للماء ، أو شبه لَقَن وهو معرّب « لَگَن » بالفارسيّة. وقيل : المركن : الإجّانة التي تغسل فيها الثياب ، والميم زائدة ، وهي التي تخصّ الآلات. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ١ ، ص ٧١٠ ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٦٠ ( ركن ).
(٢) في « ظ ، بث ، بح ، جح ، جس » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « فكانت ». وفي « غ ، بخ ، بس » : « وكان ». وفي التهذيب : « فكان ».
(٣) هكذا في معظم النسخ والوافي والوسائل ، ح ٢١٣٥ والتهذيب. وفي « بخ » والمطبوع : « فقال ».
(٤) في « ى ، بس ، جس ، جن » وحاشية « بح » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « بيّن ».
(٥) في « بس » : « ألا سمعتها ». وفي مرآة العقول : « قوله عليهالسلام : ألا تسمعها ، كأنّ استدلاله عليهالسلام باعتبار أنّ هذه العبارةلاتطلق إلاّ إذا استدام الدم كثيراً ، والأغلب أنّه في هذه الحالة تنسى المرأة عادتها ».
(٦) في « جس » والوسائل ، ح ٢١٣٥ : « ولا أطهر ».
(٧) في « بخ » : ـ « إنّها ». وفي « بف » : « لها ».
(٨) في حاشية « بخ » : « هذه ».
(٩) في « بث ، بخ ، بس ، بف ، جح ، جس ، جن » والتهذيب : « يكون ».
(١٠) في « بث ، جس » : ـ « إلى ».
(١١) قال في الوافي : « لعلّ المراد بإقبال الدم كثرته وغلظته وسواده ، وبإدباره قلّته ورقّته وصفرته ».
(١٢) في « بث ، بس » : « وتغيير ».
(١٣) في « بح ، جس ، جن » والتهذيب : « أن يكون ».