فَقَالَ : « نَعَمْ ، يَسْتَأْذِنُ رَبَّهُ ، فَيَأْذَنُ لَهُ ، فَيَبْعَثُ مَعَهُ مَلَكَيْنِ ، فَيَأْتِيهِمْ فِي بَعْضِ صُوَرِ الطَّيْرِ (١) يَقَعُ فِي دَارِهِ ، يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُمْ ». (٢)
٤٦٩٠ / ٥. عَنْهُ (٣) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام : يَزُورُ الْمُؤْمِنُ أَهْلَهُ؟
فَقَالَ : « نَعَمْ ». فَقُلْتُ : فِي كَمْ؟ قَالَ (٤) : « عَلى قَدْرِ فَضَائِلِهِمْ : مِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ فِي كُلِّ يَوْمَيْنِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ فِي كُلِّ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ».
قَالَ : ثُمَّ رَأَيْتُ فِي مَجْرى كَلَامِهِ أَنَّهُ (٥) يَقُولُ : « أَدْنَاهُمْ (٦) مَنْزِلَةً يَزُورُ (٧) كُلَّ جُمْعَةٍ ».
قَالَ : قُلْتُ : فِي أَيِّ سَاعَةٍ؟ قَالَ : « عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ وَمِثْلِ ذلِكَ ».
قَالَ : قُلْتُ : فِي أَيِّ صُورَةٍ؟ قَالَ : « فِي صُورَةِ الْعُصْفُورِ ، أَوْ أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ ، فَيَبْعَثُ (٨) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَعَهُ مَلَكاً (٩) ، فَيُرِيهِ مَا يَسُرُّهُ ، وَيَسْتُرُ عَنْهُ (١٠) مَا يَكْرَهُ ، فَيَرى مَا يَسُرُّهُ ، وَيَرْجِعُ إِلى قُرَّةِ عَيْنٍ ». (١١)
__________________
(١) في مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٧ : « ربّما يتوهّم التنافي بين هذه الأخبار وبين ما سيأتي من أنّ المؤمن أكرم من أن يجعل روحه في حوصلة طائر. ويمكن الجواب بحمَل تلك على كونهم أبداً كذلك ، فلا ينافي أن يصيروا أحياناً في صورة الطير ؛ لئلاّ يعرفهم أهلهم ».
وقال المحقّق الشعراني رحمهالله في هامش الوافي : « في بعض صور الطير ، تشبيهٌ في سرعة الحضور والحركة والإشراف ، لا أنّ الأرواح في صورة طير حقيقة ؛ لأنّ الإمام عليهالسلام كذّب ذلك ، وقال : إنّ الأرواح في أبدان كأبدانهم الدنيويّة ، كما يأتي ».
(٢) الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٨ ، ح ٢٤٧٧٦ ؛ البحار ، ج ٦ ، ص ٢٥٧ ، ح ٩٢.
(٣) الضمير راجع إلى سهل بن زياد.
(٤) في « غ ، بث ، بح ، جح » : « فقال ».
(٥) في « ظ ، ى ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس » والبحار : ـ « أنّه ».
(٦) في المرآة : « أدناهم ، أي غالباً ، أو لا يكون المؤمن أقلّ من ذلك ، فيحمل ما مرّ من الشهر والسنة على غير المؤمن ».
(٧) في « بح ، جح ، جس » : + « في ».
(٨) في حاشية « بح » : « فبعث ». وفي البحار : « يبعث ».
(٩) في « جن » : « ملكاً معه ».
(١٠) في « بف » : ـ « عنه ».
(١١) الفقيه ، ج ١ ، ص ١٨١ ، ح ٥٤٢ ، معلّقاً عن إسحاق بن عمّار ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج ٢٥ ، ص ٦٢٩ ،