عَبْدِ الْأَعْلى ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ ، قَالَ :
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام : « إِنَّ ابْنَ آدَمَ إِذَا كَانَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَأَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْآخِرَةِ (١) ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ وَعَمَلُهُ ، فَيَلْتَفِتُ إِلى مَالِهِ ، فَيَقُولُ : وَاللهِ ، إِنِّي (٢) كُنْتُ عَلَيْكَ حَرِيصاً (٣) شَحِيحاً (٤) ، فَمَا لِي عِنْدَكَ؟ فَيَقُولُ : خُذْ مِنِّي كَفَنَكَ ».
قَالَ : « فَيَلْتَفِتُ إِلى وَلَدِهِ ، فَيَقُولُ (٥) : وَاللهِ ، إِنِّي كُنْتُ (٦) لَكُمْ مُحِبّاً ، وَإِنِّي كُنْتُ عَلَيْكُمْ مُحَامِياً ، فَمَاذَا لِي (٧) عِنْدَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ : نُؤَدِّيكَ (٨) إِلى حُفْرَتِكَ نُوَارِيكَ (٩) فِيهَا ».
قَالَ (١٠) : « فَيَلْتَفِتُ إِلى عَمَلِهِ ، فَيَقُولُ : وَاللهِ ، إِنِّي (١١) كُنْتُ فِيكَ لَزَاهِداً وَإِنْ كُنْتَ عَلَيَّ (١٢) لَثَقِيلاً ، فَمَاذَا عِنْدَكَ (١٣)؟ فَيَقُولُ : أَنَا قَرِينُكَ فِي قَبْرِكَ وَيَوْمِ نَشْرِكَ حَتّى أُعْرَضَ أَنَا وَأَنْتَ عَلى رَبِّكَ ».
قَالَ : « فَإِنْ كَانَ لِلّهِ (١٤) وَلِيّاً ، أَتَاهُ (١٥) أَطْيَبُ النَّاسِ رِيحاً ، وَأَحْسَنُهُمْ مَنْظَراً ،
__________________
(١) في « ى » : « الاخرى ».
(٢) في « بث ، جح » : « إن ».
(٣) في « جح » والفقيه وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : « لحريصاً ».
(٤) الشحّ : البخل مع حرص. قال العلاّمة المجلسي : « فالحرص في الجمع ، والشحّ في الضبط وعدم البذل ، والزهد في الشيء عند الرغبة فيه ». راجع : الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٧٨ ( شحح ) ؛ مرآة العقول ، ج ١٤ ، ص ١٩٨.
(٥) في « جس » : ـ « خذ منّي كفنك ـ إلى ـ فيقول ».
(٦) في « بث ، بح » : « لكنت ».
(٧) في « ظ ، بث ، بح ، بس ، جح ، جس ، جن » والوسائل والفقيه وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « لي ». وفي « بف » : ـ « ذا ».
(٨) « نؤدّيك » بالهمزة ، أي نوصلك. راجع : لسان العرب ، ج ١٤ ، ص ٢٦ ( أدى ).
(٩) في « غ ، بخ » وحاشية « بح » : « فنواريك ». و « نواريك » أي ندفنك في قبرك ، من ورَّيت الشيء. وواريته : إذا أخفيته. راجع : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ٣٨٩ ( ورى ).
(١٠) في « جس » والفقيه وتفسير القمّي وتفسير العيّاشي ، ص ٢٢٧ : ـ « قال ».
(١١) في « بف » : « إن ».
(١٢) في الوسائل : ـ « عليّ ».
(١٣) في « ظ ، ى » : « فما لي عندك ». وفي « جس » : « فما عندك ». وفي الوسائل : ـ « فماذا عندك ».
(١٤) في « بث » : ـ « لله ».
(١٥) في « ى » : « أتى ».