وَلَامُجْهَدَاتٍ ، فَيُقْسَمْنَ (١) بِإِذْنِ اللهِ عَلى كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عَلى أَوْلِيَاءِ اللهِ (٢) ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أَعْظَمُ لِأَجْرِكَ ، وَأَقْرَبُ لِرُشْدِكَ ، يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهَا وَإِلَيْكَ وَإِلى جُهْدِكَ وَنَصِيحَتِكَ (٣) لِمَنْ بَعَثَكَ وَبُعِثْتَ فِي حَاجَتِهِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَالَ : مَا يَنْظُرُ (٤) اللهُ إِلى وَلِيٍّ لَهُ يَجْهَدُ (٥) نَفْسَهُ بِالطَّاعَةِ وَالنَّصِيحَةِ لَهُ وَلِإِمَامِهِ (٦) إِلاَّ كَانَ مَعَنَا فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلى ».
قَالَ : ثُمَّ بَكى أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، ثُمَّ قَالَ : « يَا بُرَيْدُ ، لَاوَ اللهِ ، مَا بَقِيَتْ لِلّهِ حُرْمَةٌ إِلاَّ انْتُهِكَتْ ، وَلَاعُمِلَ بِكِتَابِ اللهِ وَلَاسُنَّةِ نَبِيِّهِ فِي هذَا الْعَالَمِ ، وَلَا أُقِيمَ فِي هذَا الْخَلْقِ حَدٌّ مُنْذُ قَبَضَ اللهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ (٧) عَلَيْهِ (٨) ، وَلَاعُمِلَ بِشَيْءٍ (٩) مِنَ الْحَقِّ إِلى يَوْمِ النَّاسِ هذَا ».
ثُمَّ قَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، لَاتَذْهَبُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتّى يُحْيِيَ اللهُ الْمَوْتى ، وَيُمِيتَ
__________________
« سجاناً ». وفي المقنعة : « سجاجاً ». و « السِحاح » : جمع ساحّ وساحّة ، وهي السمنة ؛ من السَحّ ، وهو أن يسمن غاية السمن ، يقال : سحّت الشاة والبقرة ، إذا سمنت غاية السمن ، وشاة ساحّ وساحّة ، أي ممتلئة سمناً. وقيل : سمنت ولم تنته الغاية. راجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٧٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٨ ( سحح ).
(١) في الوافي والوسائل والبحار والتهذيب والمقنعة : « فتقسمهنّ ».
(٢) في الغارات : ـ / « على أولياء الله ».
(٣) في « بخ ، بر ، بف » والوافي : « ونصحك ».
(٤) في الكافي ، ح ١٠٦٠ والغارات والمقنعة : « نظر ».
(٥) في « بث » : « ليجهد ».
(٦) في الكافي ، ح ١٠٦٠ : « الإمامه والنصيحة » وفي التهذيب والمقنعة : « والنصيحة لإمامه » بدل « والنصيحة له ولإمامه ». وقال ابن الأثير : « النصيحة : كلمة يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، وليس يمكن أن يعبّر هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها ، وأصل النُصْح في اللغة : الخلوص ، يقال : نصحته ونصحت له. ومعنى نصيحة الله : صحّة الاعتقاد في وحدانيّته وإخلاص النيّة في عبادته ... ونصيحة رسوله : التصديق بنبوّته ورسالته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ، ونصيحة الأئمّة : أن يطيعهم في الحقّ ». راجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٦٢ ـ ٦٣ ( نصح ).
(٧) في « ظ ، ى ، بث ، بح » والوافي : ـ / « وسلامه ».
(٨) في « بخ ، بر ، بس ، بف » والبحار والتهذيب والمقنعة : « عليهالسلام » بدل « صلوات الله وسلامه عليه ».
(٩) في « بف » : « لشيء ».