أَعْيَنَ وَهُوَ مُحْتَاجٌ ، فَقَالَ لَهُ (١) عِيسَى بْنُ أَعْيَنَ (٢) : أَمَا إِنَّ عِنْدِي مِنَ الزَّكَاةِ وَلكِنْ لَا أُعْطِيكَ مِنْهَا ، فَقَالَ لَهُ : وَلِمَ؟ فَقَالَ (٣) : لِأَنِّي رَأَيْتُكَ اشْتَرَيْتَ لَحْماً وَتَمْراً ، فَقَالَ : إِنَّمَا رَبِحْتُ دِرْهَماً ، فَاشْتَرَيْتُ بِدَانِقَيْنِ (٤) لَحْماً ، وَبِدَانِقَيْنِ تَمْراً ، وَرَجَعْتُ (٥) بِدَانِقَيْنِ لِحَاجَةٍ (٦)
قَالَ : فَوَضَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَدَهُ عَلى جَبْهَتِهِ سَاعَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ نَظَرَ فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي الْفُقَرَاءِ ، فَجَعَلَ فِي أَمْوَالِ الْأَغْنِيَاءِ مَا يَكْتَفُونَ بِهِ ، وَلَوْ لَمْ يَكْفِهِمْ لَزَادَهُمْ ، بَلْ (٧) يُعْطِيهِ (٨) مَا يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَكْتَسِي وَيَتَزَوَّجُ وَيَتَصَدَّقُ وَيَحُجُّ ». (٩)
٥٩٥٢ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام وَأَنَا جَالِسٌ ، فَقَالَ : إِنِّي أُعْطى مِنَ الزَّكَاةِ ، فَأَجْمَعُهُ حَتّى أَحُجَّ بِهِ؟
__________________
(١) في « ى » : ـ / « له ».
(٢) في « بخ ، بر ، بف » والوافي : ـ / « بن أعين ».
(٣) في « بث ، بخ ، بر ، بف » والوافي : « قال ».
(٤) الدانق ـ بكسر النون وفتحها ـ : سدس الدرهم والدينار ، وقال الفيّومي : « الدانق : معرّب وهو سدس درهم ، وهو عند اليونان حبّتا خُرنوب ؛ لأنّ الدرهم عندهم اثنتا عشرة حبّة خرنوب ، والدانق الإسلامي حبّتا خرنوب وثلثا حبّة خرنوب ؛ فإنّ الدرهم الإسلامي ستّ عشرة حبّة خرنوب ». راجع : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٠٥ ؛ المصباح المنير ، ص ٢٠١ ( دنق ). هذا ، وإن أردت تحقيق ذلك فراجع : جواهر الكلام ، ج ١٥ ، ص ١٧٤ ـ ١٧٩.
(٥) هكذا في « ظ ، بح ، بخ ، بر ، بف » والوافي. وفي « ى ، بث ، بس ، جن » والوسائل : « ثمّ رجعت ». وفي المطبوع : « ثمّ ورجعت ».
(٦) في حاشية « بث » : « لحاجتي ».
(٧) في « بح » والوافي والوسائل : « بلى ».
(٨) في « بح ، بخ ، بر ، بف » وحاشية « بث » والوافي والوسائل : « فليعطه ».
(٩) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فرض الزكاة وما يجب في المال من الحقوق ، ح ٥٧٢٦ ؛ والفقيه ، ج ٢ ، ص ٣ ، ح ١٥٧٤ ؛ وعلل الشرائع ، ص ٣٦٨ ، ح ٢ ، بسند آخر من قوله : « إنّ الله تبارك وتعالى نظر في أموال الأغنياء » إلى قوله : « ولولم يكفهم لزادهم » مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ١٠ ، ص ١٧٦ ، ح ٩٣٧٨ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ٢٨٩ ، ح ١٢٠٤٣.