الْأَرْضِ (١) ، فَأَتَاهُ (٢) جَبْرَئِيلُ عليهالسلام ، فَقَالَ : رَبُّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ ، وَيَقُولُ لَكَ (٣) : هذَا رَجُلٌ سَخِيٌّ يُطْعِمُ الطَّعَامَ ، فَسَكَنَ عَنِ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْغَضَبُ ، وَرَفَعَ رَأْسَهُ ، وَقَالَ لَهُ (٤) : لَوْ لَا أَنَّ جَبْرَئِيلَ أَخْبَرَنِي عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنَّكَ سَخِيٌّ تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، لَشَرَّدْتُ بِكَ (٥) ، وَجَعَلْتُكَ حَدِيثاً لِمَنْ خَلْفَكَ (٦) ، فَقَالَ (٧) لَهُ الرَّجُلُ : وَإِنَّ (٨) رَبَّكَ لَيُحِبُّ (٩) السَّخَاءَ؟ فَقَالَ (١٠) : نَعَمْ ، فَقَالَ (١١) : إِنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَارَدَدْتُ عَنْ (١٢) مَالِي أَحَداً ». (١٣)
__________________
وقيل غير ذلك. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٧٢ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٧٠ ( ربد ).
(١) « أطرق إلى الأرض » أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، ويقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم ، فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض. وقيل : الإطراق : أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتاً. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ١٢٢ ( طرق ).
(٢) في « بف ، بك » والوافي : « فأتى ».
(٣) في « ى » : ـ / « لك ».
(٤) في « بر ، بف ، بك » والوافي : ـ / « له ».
(٥) في البحار : « شددت بك ». وقوله « لَشَرَّدْتُ بِكَ » بتضعيف الراء ، كما هو ظاهر كلام الفيض ونصّ الطريحي ، مثل قوله تعالى : ( فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ ) [ الأنفال (٨) : ٥٧ ] ، من قولهم : شرَّد به : سمَّع الناسَ بعيوبه ، أي أذاع عنه عيوباً وندّدبها وشهّرها وفضحها وأسمع الناس إيّاها. أو فعل به فِعْلةً تُشرِّد وتُطرِّد غيرَه أن يفعل فعله ، كقولك : نكّلتُ به ، أي جعلت ما فعلت به نكالاً لغيره. راجع : المفردات للراغب ، ص ٤٤٩ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ٢٣٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٤٢٥ ( شرد ).
(٦) في الوافي : « حديثاً لمن خلفك : يحدّثون عنك بالشرّ ».
(٧) في « بر ، بف ، بك » : « وقال ».
(٨) في « بث ، بح » : « فإنّ ». وفي « بر ، بف ، بك » والوافي : « إنّ » بدون الواو.
(٩) في « بر ، بك » والوافي : « يحبّ ».
(١٠) في « جن » : « قال ».
(١١) في « بث ، بس ، جن » : « قال ».
(١٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي والبحار. وفي المطبوع : « من ».
(١٣) الكافي ، كتاب الزكاة ، باب فضل إطعام الطعام ، ح ٦٢٠٣. وفي المحاسن ، ص ٣٨٨ ، كتاب المآكل ، ح ١٤ ، عن محمّد بن عليّ بن الحكم ، عن الحسين بن أبي سعيد المكاري ، وفيهما مع اختلاف الوافي ، ج ١٠ ، ص ٤٨١ ، ح ٩٩٣٢ ؛ الوسائل ، ج ٩ ، ص ١٧ ، ح ١١٤٠٦ ، إلى قوله : « وأنّك رسول الله » ملخّصاً ؛ البحار ، ج ٢٢ ، ص ٨٣ ، ح ٣٣.