.................................................................................................
______________________________________________________
ولبيت كان لك بكل تلبية لبيتها عشر حسنات إلى أن يقول ـ (صلّى الله عليه وآله وسلم) : فإذا سعيت بين الصّفا والمروة كان لك مثل أجر من حج ماشياً» (١) إلخ ورواه الصدوق في الفقيه نحوه (٢) ومن الواضح أنه (صلّى الله عليه وآله وسلم) في مقام بيان الثواب لإعمال الحج ومناسكه ، فلا يستفاد من ذلك ترتب الثواب على كل واحد من الأفعال مستقلا ولو لم يكن في ضمن الحج.
واستدلّ أيضاً لاستحباب السعي لنفسه بخبر أبي بصير ، قال : «سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : ما من بقعة أحبّ إلى الله من المسعى ، لأنه يذل فيه كل جبّار» (٣).
وفيه : أنه يدل على فضيلة للمسعى وأن المكان مكان شريف مبارك حيث يذل فيه الجبابرة لمشيهم وهرولتهم ونحو ذلك في المسعى ، ولا يدل على فضيلة لنفس السعي.
ثمّ إنّ المذكور في السند على ما في الوسائل محمّد بن الحسين عن محمّد بن مسلم عن يونس عن أبي بصير فتكون الرواية معتبرة ، ولكن الرواية مروية في العلل (٤) وفيه محمّد بن أسلم بدل محمّد بن مسلم وكذا في الكافي (٥) والوافي (٦) وهو الصحيح ، إذ لم تثبت رواية محمّد بن الحسين عن محمّد بن مسلم ولا رواية محمّد بن مسلم عن يونس عن أبي بصير ، فتكون الرواية ضعيفة على مسلك المشهور لأنّ محمّد بن أسلم لم يوثق في الرجال ، ولكن الرواية موثقة على المختار لأنّه من رجال كامل الزيارات ، فالعمدة ضعف الدلالة كما عرفت.
__________________
(١) التهذيب ٥ : ٢٠ / ٥٧.
(٢) الفقيه ٢ : ١٣١ / ٥٥١.
(٣) الوسائل ١٣ : ٤٦٧ / أبواب السعي ب ١ ح ٢. ٠
(٤) العلل : ٤٣٣ / ٢.
(٥) الكافي ٤ : ٤٣٤ / ٣.
(٦) الوافي ١٣ : ٩٣٢ / ١٣٤٧٦.