سبحانه هو مكافاته لهم على الشكر له والقيام بطاعته.
(الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ) دار الإقامة. يقال : أقمت إقامة ومقاما ومقامة.
والمراد دار الخلود ، فيقيمون فيها أبدا ، لا يموتون ولا يتحوّلون عنها. (مِنْ فَضْلِهِ) من عطائه وإفضاله. من قولهم : لفلان فضول على قومه وفواضل. وليس من الفضل الّذي هو التفضّل ، لأنّ الثواب بمنزلة الأجر المستحقّ ، والتفضّل كالتبرّع.
(لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ) تعب (وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) كلال ، إذ لا تكليف فيها ولا كدّ. والفرق بين النصب واللغوب : أنّ النصب التعب والمشقّة الّتي تصيب المنتصب للأمر المزاول له. وأمّا اللغوب فما يلحقه من الفتور بسبب النصب.
فالنصب نفس المشقّة ، واللغوب نتيجته وما يحدث منه من الكلال والفترة. فأتبع نفي النصب نفي ما يتبعه مبالغة.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (٣٧) إِنَّ اللهَ عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٣٨) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلاَّ مَقْتاً وَلا يَزِيدُ الْكافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلاَّ خَساراً (٣٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكاءَكُمُ