لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّك لتحبّ القرع؟ قال : «أجل ، هي شجرة أخي يونس». وقيل : التين. وقيل : الموز. تغطّى بورقه ، واستظلّ بأغصانه ، وأفطر على ثماره.
وقيل : كان يستظلّ بالشجرة ، وكانت وعلة (١) تختلف إليه فيشرب من لبنها. وروي : أنّه مرّ زمان على الشجرة فيبست ، فبكى جزعا ، فأوحى الله إليه : بكيت على شجرة ، ولا تبكي على مائة ألف في يد الكافر.
(وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ) هم قومه الّذين هرب عنهم. وهم أهل نينوى من أرض الموصل. والمراد به ما سبق من إرساله ، أو إرسال ثان إليهم أو إلى غيرهم. (أَوْ يَزِيدُونَ) في مرأى الناظر ، أي : إذا نظر إليهم قال : هم مائة ألف أو أكثر. والمراد الوصف بالكثرة.
(فَآمَنُوا) فصدّقوه. أو فجدّدوا الإيمان به بمحضره. (فَمَتَّعْناهُمْ) بالمنافع واللذّات (إِلى حِينٍ) إلى انقضاء آجالهم المسمّاة. ولعلّه إنّما لم يختم قصّته وقصّة لوط بما ختم به سائر القصص ، تفرقة بينهما وبين أرباب الشرائع الكبرى وأولي العزم من الرسل ، أو اكتفاء بالتسليم الشامل لكلّ الرسل المذكورين في آخر السورة.
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ
__________________
(١) الوعلة أنثى الوعل. وهو تيس الجبل ، له قرنان قويّان منحنيان.