وليخسأ (١) الشيطان» (٢) فإنّه بالمفهوم دالّ على المطلوب.
ويدلّ أيضا بالمنطوق على عدم الإفساد لو وقع في الأثناء وبالأولى الواقع بعده (٣). انتهى.
واعترض السيّد المتقدّم على استدلاله بالمنطوق على عدم الإفساد :
بقوله : وفيه ظهور الخبر في إرادة ما يعرض في الأثناء من الهواجس والخواطر وإن كان رياء أو سمعة ، كما هو مقتضى عموم كلمة «ما». انتهى.
وفي الاعتراض نظر ظاهر ، لأنّ عموم كلمة «ما» على تقدير تسليمه لا يقتضي تخصيص المورد.
ودعوى : أنّ العجب الطارئ غالبا من الهواجس والخطرات لا العجب حقيقة ، فيستفاد حكمه من الجواب ، ولا يستلزم تخصيص المورد ، وأمّا العجب الحقيقي الذي هو ظاهر فرض السائل ، فلم يتعرّض الإمام عليهالسلام لجوابه ، لندرته ، فيها ما لا يخفى ، إذ لا شبهة في أنّ العجب الطارئ وكذا ما يحصل بعد العمل لو لم يكن غالبا لا أقلّ من كونه كثيرا ، فيقبح إهماله في مقام الجواب ، فلا محيص عن الالتزام باستفادة حكمه من جواب الإمام عليهالسلام وإن قلنا بظهوره فيما يدّعيه المعترض بدعوى أنّ ترك التعرّض يدلّ على عدم الإخلال به ، وإلّا كان على الإمام عليهالسلام بيانه.
__________________
(١) يخسأ الشيطان : يسكته صاغرا مطرودا. مجمع البحرين ١ : ١٢١ «خسأ».
(٢) الكافي ٣ : ٢٦٨ ـ ٣ ، الوسائل ، الباب ٢٤ من أبواب مقدّمة العبادات ، الحديث ٣.
(٣) جواهر الكلام ٢ : ١٠١ ـ ١٠٢.