نعم ، قد يستظهر من الأخبار السابقة : بطلان العمل به.
ويؤيّده ما في بعض الأدعية من قوله عليهالسلام : «لا تفسد عبادتي بالعجب» (١).
ولكن في الاستظهار نظر ظاهر ، لظهور الجميع في كون العجب موجبا لنقص العامل ، وعدم قابليته لتأثير العبادة فيه ، لا سببا لكون العمل فاقدا لشرائط الصحّة.
هذا ، مع أنّ إطلاق الأخبار يعمّ العجب المتأخّر ، وقد عرفت امتناع كونه مفسدا للعمل السابق حقيقة ، فلا بدّ من حمل الأخبار على معنى يصحّ إثباته للعجب المتأخّر ، ككونه موجبا لحبط العمل إن أمكن الالتزام به ، أو مانعا من تأثير العبادة في رفع الدرجة والفوز إلى المقامات العالية أو غيرهما من المعاني المحتملة.
وتخصيصها بالعجب المقارن خلاف ما يشهد به جلّ الأخبار ، كما لا يخفى.
وفي الجواهر بعد أن ذكر الأخبار التي يتوهّم ظهورها في كون العجب مفسدا للعمل ، قال : والكلّ كما ترى ، وأولى ما يستدلّ به لذلك :ما رواه يونس بن عمّار عن الصادق عليهالسلام ، قال : قيل له وأنا حاضر : الرجل يكون في صلاته خاليا ، فيدخله العجب ، فقال عليهالسلام : «إذا كان أوّل صلاته بنيّة يريد بها ربّه فلا يضرّه ما دخله بعد ذلك ، فليمض في صلاته ،
__________________
(١) الصحيفة السجّادية ، دعاء (٢٠) مكارم الأخلاق.