ثمّ ادّعى أنّه هو مراد العلّامة ، بل ادّعى انطباق كلمات العلماء عليه حيث قال : وكيف كان فالكعب عند علمائنا ما ذكرناه ، والمراد بالنتوء في كلامهم إنّما هو النتوء الذي لا يدرك بالحسّ. وبقولهم : في وسط القدم ، إنّما هو الوسط العرضي (١).
ثم استشهد بكلام بعض العامّة حيث نسبوا إرادة هذا المعنى من الكعب إلى الخاصّة.
وعن أربعينه (٢) أنّه نقل جملة من كلمات أهل التشريح ممّا يدلّ على ذلك.
وأنت خبير ببعد تنزيل الآية والأخبار الواردة في تحديد مسح الرّجل مع عموم الابتلاء به على إرادة هذا الشيء الذي لا يعلم وجوده فضلا عن محلّه وأوصافه إلّا بعض الخواصّ من علماء التشريح ، بل لا ينبغي الارتياب في عدم إرادة العلماء في حدودهم هذا المعنى ، إذ كيف يظنّ بالعلماء إرادة هذا المعنى في حدّ الكعب ، واقتصارهم في تشخيص المراد بذكر أوصاف لا يغني من جوع!؟ بل يوهم خلاف المقصود مع سهولة تعريفه بما يخصّه بحيث لا يشتبه على أحد ، كأن يقولوا : هو عظم مستدير واقع فوق العقب متّصل بالمنجمين ـ اللذين يسمّيهما العامّة كعبا ـ متداخل فيهما ، إلى غير ذلك من الأوصاف المخصوصة به ، كما عرّفه علماء التشريح ، فكيف يحتمل إعراض جميع العلماء عن ذكر أوصافه
__________________
(١) قوله : «وكيف كان .. العرضي» ليس في الحبل المتين.
(٢) حكاه عن صاحب الجواهر فيها ٢ : ٢٢٢ ، وانظر : الأربعون حديثا : ١٢٥ ـ ١٢٧.