في المسافة ، وقد يكون خارجا ، وقد يكون بعض أجزائه داخلا وبعضها خارجا ، وهذا الأخير هو الشائع في المحاورات ، المنصرف إلى الذهن من الإطلاقات دون الأوّلين ، ومن المعلوم أنّ انصرافه إلى الذهن من الرواية لا ينفع المستدلّ أصلا ، لأنّ وجوب مسح بعض الكعب ولو من باب المقدّمة مسلّم ، وصدوره عن الإمام عليهالسلام معلوم ، سواء صرّح به الراوي أم لا ، والرواية لا تدلّ على أزيد من ذلك ، كما لا يخفى.
وأمّا استدلالهم بدخول الغاية في المغيّى : ففيه منع ظاهر ، بل الظاهر خروجها ، إلّا أن يدلّ دليل خارجي على الدخول ، كما في غسل اليدين. وثبوته في غسل اليدين لا يوجب رفع اليد عن ظاهر الآية والروايات الكثيرة الواردة في مسح الرّجلين.
ودعوى : أنّ كون الكعبين من جنس المغيّى في كونهما من أجزاء الرّجل قرينة على الدخول ، مدفوعة : بأنّ الكعب ـ الذي هو عبارة عن قبّة القدم ـ أمر ممتاز عن غيره.
وكونه من أجزاء الرّجل وعدم وجود مفصل محسوس يمتاز به أوّل جزء منه لا يقتضي دخول جميع أجزائه ، كما هو ظاهر.
ولا يخفى عليك أنّ استدلال العلّامة ـ رحمهالله ـ بهذه الأدلّة والتزامه بوجوب مسح الكعبين مع القدمين ينافي قوله : بأنّ الكعب نفس المفصل ، إذ لا مسافة لنفس المفصل حتى ينازع في دخولها في المحدود أو خروجها ، فهذا ممّا يؤيّد ما صدر عن بعض الأعلام من توجيه كلامه في تفسير الكعب بما يوافق المشهور.