يذهبون إنّما عنى عورة المؤمن أن يزلّ زلّة أو يتكلّم بشيء يعاب عليه فيحفظ عليه ليعيّره يوما مّا» (١) وفي صحيحة ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن عورة المؤمن على المؤمن حرام ، قال عليهالسلام : «نعم» قلت : أعنى سفلية؟ قال : «ليس حيث تذهب ، إنّما هو إذاعة سرّه» (٢) ـ فلا ينافي الأدلّة المتقدّمة ، إذ لا تدلّ هذه الروايات على جواز النظر إلى عورة الغير حتى تعارض الأدلّة المتقدّمة ، لأنّ مفادها ليس إلّا أنّ المراد من هذه الرواية هو هذا المعنى ، لا أنّه يجوز النظر إلى عورة الغير.
هذا ، مع أنّ مقتضى الجمع بين هذه الروايات وبين موثّقة حنّان :حمل هذه الروايات على بيان ما هو المقصد الأهمّ من الرواية المعروفة بين الناس ، وأنّه ليس المقصود منها خصوص ما يفهمه الناس.
قال حنّان : دخلت أنا وأبي وعمّي وجدّي حمّاما بالمدينة ، فإذا رجل دخل بين المسلخ ، فقال : «ممّن القوم؟» فقلنا : من أهل العراق ، قال :«وأيّ العراق؟» قلنا : كوفيّون ، قال : «مرحبا بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار (٣)» ثم قال : «ما يمنعكم من الإزار؟ فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : عورة المؤمن على المؤمن حرام» إلى أن قال : فسألنا عن الرجل ، فإذا هو علي بن الحسين عليهالسلام (٤).
__________________
(١) التهذيب ١ : ٣٧٥ ـ ١١٥٢ ، الوسائل ، الباب ٨ من أبواب آداب الحمّام ، الحديث ١.
(٢) التهذيب ١ : ٣٧٥ ـ ١١٥٣ ، الوسائل ، الباب ٨ من أبواب آداب الحمّام ، الحديث ٢.
(٣) الشعار : الثوب الذي يلي الجسد. والدثار : الذي هو فوق الشعار. والمعنى : أنتم الخاصّة والناس العامّة. مجمع البحرين ٣ : ٢٩٩ و ٣٤٩ «دثر ، شعر».
(٤) الفقيه ١ : ٦٦ ـ ٢٥٢ ، الوسائل ، الباب ٩ من أبواب آداب الحمّام ، الحديث ٤.