من مثل هذه الأخبار إنّما هو ما لو غسل من كتفيه إلى رجليه بحيث ينتهي الغسل إلى الرّجلين ، فكيف يمكن تنزيل الإطلاقات الواردة في مقام البيان على إرادة غسل الجانب الأيسر بعد الفراغ من الجانب الأيمن! مع كونه من الأفراد النادرة التي لا يلتفت الذهن إلى إرادتها بالخصوص من الإطلاق أصلا.
ودعوى إهمال الأدلّة من هذه الجهة وكون الأمر بغسل الجسد إشارة إلى الغسل على الوجه المعهود لديهم يبعّدها سياق أغلبها والتعرّض فيها لبيان الترتيب بين الرأس والجسد مع كون الترتيب بين الجانبين على تقدير وجوبه أحوج إلى البيان.
هذا ، مع أنّه ربما يظهر من بعض الأخبار بالخصوص عدم اعتبار الترتيب بين الجانبين :
منها : موثّقة سماعة عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إذا أصاب الرجل جنابة فأراد الغسل فليفرغ على كفّيه فليغسلهما دون المرفق ثمّ يدخل يده في إنائه ثمّ يغسل فرجه ثمّ ليصبّ على رأسه ثلاث مرّات ملء كفّيه ثمّ يضرب بكفّ من ماء على صدره وكفّ بين كتفيه ، ثمّ يفيض الماء على جسده كلّه» (١) الحديث.
وحمل الأمر بضرب كفّ من الماء على الصدر وبين الكتفين على الاستحباب ، أو كونه توطئة لوصول الماء إليهما عند الإفاضة خلاف
__________________
(١) التهذيب ١ : ١٣٢ ـ ٣٦٤ ، الوسائل ، الباب ٢٦ من أبواب الجنابة ، الحديث ٨.