وعن محمّد بن أبي عمير وعليّ بن حديد جميعا عن جميل ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : يكون لي على الرجل الدراهم فيعطيني بها خمرا ، فقال : «خذها ثمّ أفسدها» قال عليّ : «واجعلها خلّا» (١).
وهذه الأخبار ما بين مطلق وظاهر وصريح في حلّيّة الخلّ المستحيل من الخمر بالمعالجة.
ولا يعارضها المرويّ عن العيون عن عليّ عليهالسلام : «كلوا [خلّ] الخمر ما انفسد ، ولا تأكلوا ما أفسد تموه أنتم» (٢) وخبر أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الخمر تجعل خلّا ، قال : «لا بأس إذا لم يجعل فيها ما يقلبها» (٣) وخبره الآخر أيضا عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سئل عن الخمر يجعل فيها الخلّ ، فقال : «لا ، إلّا ما جاء من قبل نفسه» (٤) فإنّها مع ضعف سندها وإعراض الأصحاب عن ظاهرها لا تصلح لمعارضة الأخبار المتقدّمة ، خصوصا مع إمكان ارتكاب التوجيه في هذه الأخبار بالحمل على الاستحباب.
وقد حكي عن الشيخ حمل خبري أبي بصير عليه (٥) ، جمعا بينهما وبين
__________________
(١) التهذيب ٩ : ١١٨ / ٥٠٨ ، الإستبصار ٤ : ٩٣ / ٣٥٨ ، الوسائل ، الباب ٣١ من أبواب الأشربة المحرّمة ، ح ٦.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٤٠ ، ذيل ح ١٢٧ ، وعنها في البحار ٦٦ : ٥٢٤ / ٢ ، والوسائل ، الباب ١٠ من أبواب الأطعمة المباحة ، ح ٢٤ ، وما بين المعقوفين من المصدر.
(٣) الكافي ٦ : ٤٢٨ / ٤ ، وفيه : «ما يغلبها» التهذيب ٩ : ١١٧ / ٥٠٦ ، وفي الاستبصار ٤ : ٩٤ / ٣٦١ عن عبيد بن زرارة ، الوسائل الباب ٣١ من أبواب الأشربة المحرّمة ، ح ٤.
(٤) التهذيب ٩ : ١١٨ / ٥١٠ ، الإستبصار ٤ : ٩٣ ـ ٩٤ / ٣٦٠ ، الوسائل ، الباب ٣١ من أبواب الأشربة المحرّمة ، ح ٧.
(٥) حكاه عنه الشيخ الحرّ العاملي في الوسائل ، ذيل ح ٧ من الباب ٣١ من أبواب الأشربة المحرّمة ، وانظر : التهذيب ٩ : ١١٨ ، ذيل ح ٥١٠ ، وفيهما حمل الخبر الأخير على الاستحباب.