فتقول إذا سمّيت رجلا بـ «اضرب» وفيه الضمير يكون محكيّا ، فيبقى على سكونه : «وا اضرباه». وإن كان الساكن التنوين ، فإنّ البصريين يحذفونه ، فيقولون : «وا غلام زيداه» ، في «غلام زيد». وزعم أهل الكوفة أنه يحرك ، فتقول : «وا غلام زيدناه».
وما في آخره همزة عندنا بمنزلة ما في آخره حرف صحيح ، فتقول في «حمراء» : «وا حمراءاه». وزعم أهل الكوفة أنّ العرب تحذف همزة هذا وألفه التي قبلها ، فيصير حكمه كحكم «حبلى» ، فكما تقول : «وا حبلاه» ، وتحذف الألف ، فكذلك تقول : «وا حمراه» ، لأنّهم عزموا على أن لا يتوالى عندهم الأمثال ، وذلك همزة بين ألفين. وأنشدوا في ذلك [من مجزوء الرجز] :
٥٣٤ ـ ساد تميما جمعا |
|
من شاء منهم أو أباه |
يريد : ساد تميما جمعاء ، فحذف الألف والهمزة وألحق ألفا تشبه ألف الندبة. وهذا عندنا مما يحذف آخره ضرورة.
__________________
٥٣٤ ـ التخريج : لم أقع عليه فيما عدت إليه من مصادر.
المعنى : لقد ترأس قبيلة تميم كلّها ، فخضع له الجميع راضين أو صاغرين مرغمين.
الإعراب : ساد : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). تميما : مفعول به منصوب بالفتحة. جمعا : توكيد منصوب بالفتحة المقدّرة على الهمزة المحذوفة. من : اسم موصول في محلّ نصب بدل من «تميما». شاء : فعل ماض مبني على الفتح ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو). منهم : جار ومجرور متعلقان بحال من فاعل «شاء». أو : حرف عطف. أباه : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف ، و «الهاء» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (هو).
وجملة «ساد تميما» : ابتدائية لا محلّ لها ، أو بحسب ما قبلها. وجملة «شاء» : صلة الموصول لا محلّ لها. وجملة «أباه» : معطوفة عليها لا محلّ لها.
والشاهد فيه قوله : «جمعا» حيث أراد (جمعاء) فحذف الألف والهمزة ، وألحق ألفا تشبه ألف الندبة ، وهذا عند المؤلف مما يحذف آخره للضرورة.