ذلك بأنّه قد صغّر ، والتصغير إنّما هو من خواصّ الأسماء ، كقوله [من البسيط] :
يا ما أميلح غزلانا شدنّ لنا |
|
من هؤليّائكنّ الضّال والسمر (١) |
واستدل بأنّه لا يتصرّف ولا مصدر له.
وهذا لا حجة فيه ، أما تصغيره فقد يمكن أن يكون في ذلك مثل قولهم : «هذا حبّ رمّاني» ، أعني في أنك أردت أن تضيف «الحبّ» إلى نفسك فأضفت «الرمان» ، فكذلك أردت أن تصغّر «ما» التي هي سبب التعجب ، فصغّرت الفعل ، ومثل ذلك قولهم : «قامت هند» ، في أنّك ألحقت الفعل علامة التأنيث والمراد الفاعلة ، فكذلك هذا.
وأما عدم تصرفه وأنّه لا مصدر له ، فقد وجد من الأفعال ما هو على هذه الصفة كـ «عسى».
ومنهم من ذهب إلى أنّه فعل ، واستدلّ على ذلك ببنائه على الفتح ، ولو كان اسما لكان معربا إذ لا موجب لبنائه ، واستدلّ أيضا بنصبه للمفعول ، ولو كان اسما لم يجز ذلك فيه إذ ليس هو من قبيل الفاعلين والمفعولين ، ولا من قبيل المصادر المقدّرة بـ «أن» والفعل ، ولا من قبيل الأسماء الموضوعة موضع الفعل.
[٤ ـ التعجب من صفة فيما يستقبل] :
ولا يجوز التعجب من صفة فيما يستقبل إلّا أن يكون في الحال ما يدل على أنّ المتعجّب منه ينتهي إلى صفة يجوز التعجب من مثلها ، نحو : «ما أحسن ما تكون هذه الجارية» ، و «ما أطول ما يكون هذا الزرع».
[٥ ـ زمن التعجب] :
واختلف في زمن فعل التعجب ، فمنهم من ذهب إلى أنّه بمعنى الحال ، واستدلّ بأنّك
__________________
(١) تقدم بالرقم ١٨.