باب الترخيم
الترخيم في اللغة هو التسهيل والتليين ، وهو في اصطلاح النحويين حذف اواخر الأسماء في النداء.
وهذه التسمية التي أوقعوها على هذا المعنى مناسبة للوضع اللغويّ ، ألا ترى أنّ حذف الآخر من الكلمة تسهيل للنطق بها وتليين له ، ولا يكون هذا الحذف إلّا في النداء.
فإن قيل : ولم لا يكون إلّا في النداء؟ فالجواب إنّه كثير الاستعمال وقد تقدّم ذلك ، فلما كثر استعماله ، خفّفوا اللفظ ، لأنّ ما دار على الألسنة جدير بأن يخفّف.
ولا يكون في باب النداء إلّا في الأسماء التي نقلها من الإعراب إلى البناء ، في هذا النوع يوجد ، هل في البعض أو في الكل؟ لم يتعرّض له (١).
فإن قيل : ولم كان فيما يتغير في النداء؟ فالجواب : إنّ التغير يأنس بالتغيّر. فإن قلت : هلا كان في غير الأعلام ، لأنّ النكرة المقبل عليها قد نقلها النداء من الإعراب إلى البناء ، فلم اختصوه بالأعلام؟
فالجواب : إنّ الأعلام أكثر تغيّرا ، ألا ترى أنّ الأعلام منقولة لا ارتجال فيها إلّا قليلا ، في مذهب ، وإلّا فمنهم من أنكر فيها الارتجال جملة.
فلما كانت أشدّ تغيّرا ، كان الحذف إليها أسرع ، لأنّ التغيير يأنس بالتغيير ، فقد بان أين يكون الترخيم.
__________________
(١) أي : لم يتعرّض له الزجاجيّ.