شرح جمل الزجّاجى [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في شرح جمل الزجّاجى

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
NaN%100%NaN%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

باب الترخيم

الترخيم في اللغة هو التسهيل والتليين ، وهو في اصطلاح النحويين حذف اواخر الأسماء في النداء.

وهذه التسمية التي أوقعوها على هذا المعنى مناسبة للوضع اللغويّ ، ألا ترى أنّ حذف الآخر من الكلمة تسهيل للنطق بها وتليين له ، ولا يكون هذا الحذف إلّا في النداء.

فإن قيل : ولم لا يكون إلّا في النداء؟ فالجواب إنّه كثير الاستعمال وقد تقدّم ذلك ، فلما كثر استعماله ، خفّفوا اللفظ ، لأنّ ما دار على الألسنة جدير بأن يخفّف.

ولا يكون في باب النداء إلّا في الأسماء التي نقلها من الإعراب إلى البناء ، في هذا النوع يوجد ، هل في البعض أو في الكل؟ لم يتعرّض له (١).

فإن قيل : ولم كان فيما يتغير في النداء؟ فالجواب : إنّ التغير يأنس بالتغيّر. فإن قلت : هلا كان في غير الأعلام ، لأنّ النكرة المقبل عليها قد نقلها النداء من الإعراب إلى البناء ، فلم اختصوه بالأعلام؟

فالجواب : إنّ الأعلام أكثر تغيّرا ، ألا ترى أنّ الأعلام منقولة لا ارتجال فيها إلّا قليلا ، في مذهب ، وإلّا فمنهم من أنكر فيها الارتجال جملة.

فلما كانت أشدّ تغيّرا ، كان الحذف إليها أسرع ، لأنّ التغيير يأنس بالتغيير ، فقد بان أين يكون الترخيم.

__________________

(١) أي : لم يتعرّض له الزجاجيّ.