[٢ ـ انتصاب التمييز] :
والتمييز لا يخلو أن ينتصب بعد تمام الكلام ، أو بعد تمام الاسم. فمثال الذي ينتصب بعد تمام الكلام : «تصبّب زيد عرقا». ومثال الذي ينتصب بعد تمام الاسم «عندي عشرون درهما».
وتمام الاسم ، إما بالنون كما تقدم ، أو التنوين ، مثل : «رطل زيتا» ، أو بالإضافة مثل : «ما في السماء موضع راحة سحابا». أو بنيّة التنوين مثل : «خمسة عشر درهما».
والذي ينتصب بعد تمام الاسم لا يكون إلّا عددا ، أو مقدارا ، أو ما يكون بمنزلة المقدار. فمثال العدد ما تقدم. والمقادير ثلاثة : مكيلات وموزونات ، وممسوحات. فمثال المكيل : «عندي كرّ شعيرا». ومثال الموزون : «رطل زيتا» ، ومثال الممسوح : «ذراع ثوبا». وما جرى مجرى الممسوح : «ما في السماء موضع راحة سحابا». وكله يتقدر بـ «من».
والذي ينتصب بعد تمام الكلام لا يخلو أن يكون منقولا ، أو غير منقول. فإن كان منقولا ، لم يجز دخول «من» عليه لأنه منقول من فاعل أو مفعول. وإن كان غير منقول ، فلا يخلو أن يكون مشبها بالمنقول ، أو غير مشبه بالمنقول. فإن كان مشبها بالمنقول لم يجز دخول «من» عليه.
ووجه الشبه بينه وبين المنقول أنّ قولك : امتلأ ، مطاوع لـ «ملأ» ، فكأنك قلت : «ملأ الأناء الزيت» ، ثم صار «الزيت» تمييزا بعد أن كان فاعلا لـ «ملأ».
وأما «نعم رجلا زيد» ، فكأنّ الأصل : «نعم الرجل» ، ثم أضمرت «الرجل» ، وصار تمييزا بعد أن كان فاعلا ، فكأنّه نقل. وأنشدوا [من الوافر] :
٦٦١ ـ فنعم الحيّ من حيّ يمان |
|
... |
__________________
المعنى : لقد أبعد حراس القصر عن أمّ عمرو أسير هواها ، وغلّقوا الأبواب دون محبّها.
الإعراب : «باعد» : فعل ماض مبني على الفتح. «أمّ» : مفعول به منصوب بالفتحة. «العمرو» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «من أسيرها» : جار ومجرور متعلّقان بـ «باعد» ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة. «حراس» : فاعل (باعد) مرفوع بالضمّة. «أبواب» : مضاف إليه مجرور بالكسرة. «على قصورها» : جار ومجرور متعلّقان بصفة محذوفة لـ «حراس» ، و «ها» : ضمير متصل في محلّ جرّ بالإضافة.
والشاهد فيه قوله : «أمّ العمرو» حيث عرّف العلم «عمرو» بزيادة «ال» عليه ، والمعرفة لا يعرّف.
٦٦١ ـ التخريج : لم أقع على تمامه ولا على قائله فيما عدت إليه من مصادر.