ويكون على وجهين : على أنها باقية على معناها من النفي ، أو على أنّها زائدة للتأكيد من غير إرادة معنى النفي.
فمثال زيادتها بين الجار والمجرور : «جئت بلا زاد» ، و «غضبت من لا شيء». ومثال زيادتها بين المضاف والمضاف إليه قوله [من الرجز] :
٦٥٥ ـ حنّت قلوصي حين لا حين محنّ
ومثال زيادتها ولا يراد بها النفي قوله [من البسيط] :
٦٥٦ ـ ما بال جهلك بعد الحلم والدّين |
|
وقد علاك مشيب حين لا حين |
__________________
٦٥٥ ـ التخريج : الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٤ / ٤٥ ، ٤٦ ، ٤٩ ؛ والمقتضب ٤ / ٣٥٨.
اللغة والمعنى : الحنين : صوت الناقة شوقا إلى أصحابها. القلوص : الناقة الشابة. يقول : إنّ ناقته الشابة حنّت إلى أهلها ، ولا سبيل إليهم.
الإعراب : حنّت : فعل ماض ، و «التاء» : للتأنيث. قلوصي : فاعل مرفوع بالضمّة المقدرة على ما قبل الياء ، وهو مضاف ، و «الياء» : ضمير متصل مبني في محلّ جرّ بالإضافة. حين : ظرف زمان منصوب متعلق بـ (حنّت) ، وهو مضاف. لا : النافية للجنس. حين : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب ، وهو مضاف. محن : مضاف إليه مجرور بالكسرة منع من ظهورها حركة القافية.
وجملة «حنت قلوص» : ابتدائية لا محل لها.
والشاهد فيه قوله : «حين لا حين محن» حيث جاءت «لا» زائدة. وقيل : الشاهد فيه نصب «حين» بـ «لا» التبرئة ، وإضافة «حين» إلى الجملة ، وخبر «لا» محذوف ، والتقدير : حين لا حين محنّ لها. أي : حنّت في غير وقت الحنين.
٦٥٦ ـ التخريج : البيت لجرير في ديوانه ص ٥٥٧ ؛ وخزانة الأدب ٣ / ٢٠٥ ، ٤ / ٤٧ ؛ والدرر ٣ / ٨٣ ؛ وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٣٠ ؛ والكتاب ٢ / ٣٠٥ ؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١ / ١٩٧.
اللغة : الحلم : سعة الصدر ، والأناة ؛ وهي ضد الجهل. الحين : الوقت.
المعنى : انتبه لنفسك أيها الشيخ ، فلم يعد الوقت وقت طيش ، وهل بعد الدين والتقوى والوقار ، يكون التصابي والطيش؟!
الإعراب : ما بال : «ما» : اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ ، و «بال» : خبر مرفوع بالضمّة. جهلك : مضاف إليه مجرور بالكسرة ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. بعد : مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بالمصدر «جهل». الحلم : مضاف إليه مجرور بالكسرة. والدين : «الواو» : للعطف ، «الدين» : معطوف على (الحلم) مجرور بالكسرة. وقد : «الواو» : حالية ، «قد» : حرف تحقيق. علاك : فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ نصب مفعول به.