يريد الموت ، وهو عظيم في نفسه. قال الله تعالى : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)(١). يعني : الموت.
وهذا كله لا حجة فيه. أما البيت الأول فيريد به أنّ الجبل لصغره وارتفاعه يصعب على سالكه لوعورته وضيق طرقه ، فلن يناله بقنّته حتى يكلّ ويعمل ، ولو كان كبيرا لاتسعت طرقه ولسهل على سالكه.
وأمّا البيت الآخر فيريد بالبرق المذكور فيه أنه محبوب ، إمّا لكونه ظهر على أثر جدب وهو دليل على المطر ، وإمّا لكونه لاح من أفق محبوبه ، فيكون من باب «أخيّي» و «صديّقي».
وأمّا الثالث فالمراد بتصغير الداهية فيه أنّها خفية لا يعلم سببها ، وإن كان فعلها عظيما ، لأنّها تأتي على ما عظم من المخلوقات ، فصغرت بالنظر إلى خفائها.
وجميع الأسماء يجوز تحقيرها إلّا الأسماء المتوغلة في البناء ، ما عدا أسماء الإشارة ، و «الذي» و «التي» من الموصولات ، وأسماء الشرط والاستفهام. فإن كانت معربة ، نحو : «أيّ» ، و «غير» ، والأسماء المختصة بالنفي ، نحو : «أحد» ، و «عريب» ، و «كتيع» ، وأسماء الأسبوع ، نحو : السبت والأحد ، والثلاثاء ، والأربعاء ، والظروف غير المتمكنة ، نحو : «بعيدات بين» (٢) ، و «ذات مرّة» ، والأسماء المحكية ، والأسماء المصغرة ، والأسماء العاملة ، وجموع الكثرة ، وما عدا ذلك فتصغيره جائز.
أمّا الأسماء المتوغلة في البناء ، فأشبهت بقلة تمكنها الحرف ، والحرف لا يصغّر ،
__________________
مرفوع بالضمّة. «تصفرّ» : فعل مضارع مرفوع بالضمّة. «منها» : جار ومجرور متعلّقان بـ «تصفرّ». «الأنامل» : فاعل مرفوع بالضمّة.
وجملة «كلّ أناس ...» : بحسب ما قبلها. وجملة «تدخل دويهية» : في محلّ رفع خبر «كلّ». وجملة «تصفرّ» : في محل رفع صفة لـ «دويهية».
والشاهد فيه قوله : «دويهية» على أنّ التصغير هنا للتعظيم.
(١) سورة ص : ٦٧ ـ ٦٨.
(٢) بعيدات بين : بعد حين ، وقيل : بعيد فراق.