كان حرفا صحيحا ، لم ترد إليه شيئا ، فتقول في مثل «عدة» ، و «لدة» ، و «زنة» : «عديّ» ، و «زنيّ» ، و «لديّ» ، فإن كان حرف علة رددت إليه المحذوف ، ونسبت إليه كما تنسب إلى «فعل» فتقول : «وشويّ» (١).
والأخفش يرد العين إلى أصلها من السكون ويقول : «وشييّ».
وإنّما لزم الرّد فيما ثانيه حرف علة ، لأنّك إذا أردت النسبة إلى مثل «شية» ، حذفت التاء ، فيبقى الاسم على حرفين ثانيه حرف علة ، وذلك لا يوجد لما يؤدي إليه من بقاء الاسم على حرف واحد من التنوين ، لأنّ حرف العلة تستثقل فيه الحركة ، فتحذف ، فيبقى ساكنا ، والتنوين ساكن ، فيحذف حرف العلة لالتقاء الساكنين ، فيبقى الاسم على حرف واحد. واسم معرب على حرف واحد لا يوجد ، فلزم الرّد لذلك ، ما لم يكن الاسم المحذوف اللام فيه تاء الإلحاق أو همزة وصل.
فإن كانت فيه همزة وصل ، مثل : «ابن» و «اسم» ، فإن شئت أثبت همزة الوصل ، وإن شئت حذفتها. فإن أثبتّها ، فتقول في «ابن» : «ابنيّ» ، وفي «اسم» : «اسميّ» ، فإن حذفتها رددت المحذوف ، فتقول : «بنويّ» و «سمويّ»
فإن كانت فيه تاء الإلحاق مثل : «أخت» و «بنت» ، فسيبويه يحذف هذه التاء ، ويرد المحذوف ، فيقول : «أخويّ» ، و «بنويّ» ، وذلك أنّها أشبهت تاء التأنيث في أنّها تدل على التأنيث كما تدل التاء على التأنيث.
ويونس لا يحذفها ويقول : «بنتيّ» ، وإن كانت تشبه تاء التأنيث ، فهي للإلحاق ، فيقول : «أختيّ».
وأبو الحسن الأخفش يحذف التاء ، ويبقي ما قبل تاء الإلحاق على ما عليه من الحركات ، فيقول في النسب إلى «أخت» : «أخويّ» ، وإلى «بنت» : «بنويّ».
فإن كان الاسم على ثلاثة أحرف ، فلا يخلو أن يكون معتل اللام ، أو صحيحا. فإن كان صحيحها ، فلا يخلو أن يكون على وزن «فعل» ، أو «فعل» ، أو غير ذلك من الأوزان.
فإن كان على غير ذلك من الأوزان ، نسبت إليه على لفظه ، فتقول في النسب إلى «زيد» : «زيديّ» ، وإلى مثل «فعل» : «فعليّ» ، فتلحق ياء النسب ، وتكسر ما قبلها.
__________________
(١) نسبة إلى شية ، (أصلها : وشية) ، وهي العلامة.