ومثال ذلك في سؤال الاثنين عن الاثنين والجماعة عن الجماعة فيكون اثنتي عشرة مسألة. وفي سؤال المفرد عن الاثنين والجماعة ثمانية مسائل.
أو تسأل مذكرا عن مذكّرين أو مذكرين أو مؤنّثتين أو مؤنّثات.
فإن كان المسؤول المفرد مؤنثا كان لك فيه أربعة أوجه.
فهذه ثمانية مسائل في سؤال المفرد عن الاثنين والجماعة ، وثمانية في سؤال الاثنين عن المفرد والجماعة ، ومثلها في سؤال الجماعة عن المفرد والاثنين ، فيكون مبلغها أربعة وعشرين ، والاثنتي عشرة مسألة المتقدمة. فمبلغ جميع المسائل ستة وثلاثون.
وإنما تبلغ هذه المسائل هذا المبلغ على أن تستعمل اسم الإشارة أو حرف الخطاب على اللغة الفصيحة فيهما.
فإن جعلت اسم الإشارة على لغة من يجعلها في كل حال كما يكون الواحد المذكر ، وجعلت حرف الخطاب على لغة من يجعلها على كل حال كما يجعلها للواحد المذكر ، وعلى هذه اللغة ما روي من قوله [من المتقارب] :
٦٧٩ ـ فلا وأبيك ابنة العامريّ |
|
[لا يدّعي القوم أنّي أفر] |
بفتح الكاف ، وعلى لغة من يفتح الكاف للمذكر ويكسرها للمؤنث ويفرد في جميع
__________________
٦٧٩ ـ التخريج : البيت لامرىء القيس في ديوانه ص ١٥٤ ؛ وخزانة الأدب ١ / ٣٧٤ ، ١١ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ؛ وشرح شواهد المغني ٢ / ٦٣٥ ؛ والشعر والشعراء ١ / ١٢٨ ؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٤٦ ؛ والمقاصد النحوية ١ / ٩٦ ؛ وبلا نسبة في المحتسب ٢ / ٢٧٣.
المعنى : أنا لست جبانا يا ابنة العامري ، لا ، وأقسم بأبيك بطلان ما يقوله بنو تميم كذبا من أنني أهرب من القتال.
الإعراب : فلا وأبيك : «الفاء» : بحسب ما قبلها ، «لا» : زائدة ، و «الواو» : حرف جرّ وقسم. أبيك : مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة ، والجار والمجرور متعلّقان بفعل القسم المحذوف ، و «الكاف» : ضمير متصل في محلّ جرّ مضاف إليه. ابنة : منادى مضاف منصوب بالفتحة ، وفعل النداء وحرفه محذوفان. العامري : مضاف إليه مجرور بالكسرة. لا يدعي : «لا» : نافية ، «يدعي» : فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الياء. القوم : فاعل مرفوع بالضمّة. أني : حرف مشبّه بالفعل ، و «الياء» : ضمير متصل في محلّ نصب اسمها. أفر : فعل مضارع مرفوع بالضمّة ، وسكّن لضرورة القافية ، و «الفاعل» : ضمير مستتر تقديره (أنا) ، والمصدر المؤول من (أنّ) ومعموليها مفعول به للفعل (يدّعي).
وجملة القسم : ابتدائية لا محلّ لها. وجملة النداء : اعتراضية لا محلّ لها. وجملة «لا يدعي» : جواب القسم لا محلّ لها. وجملة «أفر» : في محلّ رفع خبر (إنّ).
والشاهد فيه قوله : «وأبيك» حيث روي بفتح «الكاف» ، والخطاب للمؤنث ، فقد جعل حرف الخطاب على لغة من يجعلها على كل حال كما يجعلها للواحد المذكر.