للمراد ، وكان الكلام الصادر صحيحا ، لأن الأمير أو خليفته البوحميدي ذهب ليلا لناحية وهران وجال بشاطىء البحر جولانا صريحا ، فخرج بالحفرة والمسيلة وهجم على بعض الدواوير من الدوائر فأخذ نساءهم وصبيانهم وأموالهم ونال للوطاير ، وكانت ثلاثة دواوير بالمعتبر ، وهم أهل الموفق وأهل الحبيب بالشريف كانوا نازلين في خروبة أولاد الباي في المشتهر ، وأهل قادي كانوا نازلين بعين النعجة في الحفرة قرب العنصر ، وقد مات من أهل قادي سي زلاط بالطاوي ، ومن غيره بن عبيد بالهاشم الخضراوي ، والشيخ بوعافية بالنبي والحاج الحبيب بن عودة المعروف بولد القادرة ، ومجاهد بالسنوسي وعدة بن سعد بالمشاهرة.
قال ولنرجع بالكلام إلى الناحية الشرقية فإن أهل مينا وشلف التحتاني السابقين الذكر لما أذعنوا حصل لهم الخوف من العدو وراموا للبرقية ، سألوا من الباي وآغة المزاري أن يجعلا لهم تأويلا ، وكانا لم يكن عندهما أمر على ذلك وخشيا أيضا على أنفسهما فارتحلا من مزغران لمستغانيم وراما تجاويلا ، غير أنّ الجيش الذي عندهما ما بين النصارى والمخزن ليست فيه كفاية ، لكون أكثره ، / بالجهة الغربية من أول الأمر لأخذه وجيشها ليست به وقاية.
قال ولنرجع بالكلام على الجنرال دارلانج بالجهة الغربية فإنه بعد واقعة سيدي يعقوب أراد أن يأخذ نصف الجيش ويدخل به لوهران ويترك النصف الآخر عسة بسيدي يعقوب إلا أنه لم يأته أمر على ذلك وتشاور مع مصطفى بن إسماعيل على السفر هل بالبرّ أو البحر في حال رجوعهم لوهران ، فقال له لا أعرف لا أنا ولا مخزني البحر ومعرفتنا البرّ على ظهور الخيل ، ولا عبرة بالعدو ولو كان عدده كالسيل ، وإنما الذي يذهب في البحر الأمراض لا غير ، وكانوا مائة وأربعين فركبوا مع العسكر وسافروا لوهران في البحر بالمحقق لا ضير.
ثم جاء الخبر بقدوم أربعة آلاف وخمسمائة عسكري في البحر للحماية والنصرة ، وإدراك المراد من العدوّ وحصول الظفرة ، فذهب الجنرال فورا لوهران ، ليتحقق بالخبر وعلى ما وقع من الغرابة وكان ، لكونهم لهم تسلط على وهران عظيم ، ولا فرق عندهم بين النصارى والمخزن ولهم تلصّص جسيم ، ثم