المخزن ما بين البريدية ومسرقين وكان القتال شديدا ، آل فيه الأمر إلى انهزام البوحميدي بجيشه بعد موت الكثير منه وذهب في هم وتخزين.
قال ولنرجع بالكلام إلى الجهة الجزائرية ، فإن في سابع العشرين من إبريل سنة أربعين وثمانمائة وألف أيضا الموافقة للسنة السادسة والخمسين ومائتين وألف محضا ، وقع القتال الذارع (كذا) بين الدولة والأمير بعفرون / ودخلت المدينة في يديها في سابع ماي وقيل في السابع عشر منه فيما يروون.
وفي السابع عشر منه وقع القتال الشديد بين محلة الدولة ومحلة البوحميدي بالبريدية آل فيها الأمر إلى انهزام محلة العدو بالكلية ، وفي ثامن جوان أخذت الدولة مليانة عنوة وفازت بها على الأمير وذهب هو حنوة (كذا) وفي الثامن والعشرين منه قدم البوحميدي لناحية الحفرة فمر بطريق سيدي حمادي وخرج لعين خديجة بغرب المرسى الكبير ، فلقيه في تلك الواقعة المخزن خاصة ووقع القتال الشديد من الصبح إلى نصف النهار بالتحرير بعد ما أدخلوا خيامتهم وأموالهم للبلد ، وقتلوا منه خلقا كثير لا يحصى في العدد.
قال وكان البوحميدي جاء في الرابع ماي الذي قبل هذا الشهر من سنة أربعين وثمانمائة وألف الموافقة لسنة ست وخمسين ومائتين وألف ، وهم بخنق البريدية بواسطة المسيلة ، ما بين البريدية والجبل في القولة الجليلة ، وكانت الدولة بلغها الخبر على ذلك فذهبت له في ثلاثة آلاف فارس ومعها المخزن تحت رئاسة الشجاع الكرار المزاري كثير المدارك ، فهجم على العدو في ذلك اليوم بلا أمر من الحكام ، لما هم فيه من الغيظ من تسلطه عليهم بهؤلاء الأقوام وقتلوا منه كثيرا لا يحصى في الكلام ولا ترى في القتال إلا المزاري كأنه الأسد الهصور ، أمام جيشه متقدما للطعن والضرب وفي أثره جيشه المنصور ، ففتكوا به فتكا شديدا قد خلفوا به الثأر ، وأزالوا عن أنفسهم اللوم والعار ، واشتغل المخزن بجمع السبي والخيول المتروكة من جيش العدو الغريقة في السبخة غائشة في الوحل عدة أيام بالعز والنفخة ، وأثنى حكام الدولة على المزاري ومخزنه في تلك الواقعة بالثناء الجميل ، وشكروا فعلهم بالشكر الجزيل.
ثم جاء البوحميدي إلى الدواير والزمالة وسأل منهم الإذعان للأمير وقال