غاية الإذعان والمقاتلة للأمير وسائر جيشه بغاية ما كان ، وفي عشية ذلك اليوم تفرقت جواسيس المحلة على اليعقوبية والصحراء شرقا وغربا ، بعدا وقربا ، وفي الغد غزت الحساسنة بالمحلة على واد فوفط بأشد الواد فأخذوا به قافلة حاملة للبأس على الجنس الواحد ، لاكن (كذا) القبرنور (كذا) لم تعجبه تلك الغازية ، وأنها ليست بالكافية وليست الجازية ، فصار يلوح للخمسي وفيه يلوم ، ويقول له فقد أظهرت شطارتك وأنت لا معرفة لك وتضاهي بزعمك من لهم أفلاك في البحر الكبير تعوم وحصل بين أهل الوطن مشاحنة عظيمة ، ومقاولة كبيرة جسيمة وواعدوا الدولة بإتيان الهدايا العظيمة التي لم تكن فيها لغيرهم القيمة وزادت المحلة في سيرها مع وادي فوفط إلى شرقه فنزلت بتخمارت بواد العبد وذلك في اكتبر (كذا) الموافق لرمضان بغير النقد ، وبها هجمت القوم الحمرا من جيش الأمير على المحلة غفلة ، ومنعتها من الحشيش منعة حفلة ، فلقيتهم خيالة الكولونيل يوسف العنابي والسرسور والمخزن وكان القتال شديدا بين الفريقين إلى أن قتلت المحلة بمخزنها من القوم الحمرا ما خلفت به الثأر بغير المين ، وأتت بعدة أسارى مقيدين بالأحبال ، داخلين في الويل والنكال ، ولما سمعت الأعراش بذلك أسرعت للطاعة ، ونيل المراد ورواج البضاعة ، ثم زادت المحلة لوطاء غريس بحيث أخذت ما بين واد تازوطة وكاشرو بالتحقيق.
وذهبت على سيدي علي بن عومر ليلا ، وفي تلك اليلة (كذا) جاء الخبر من عند القبطان فلسن المتريص (كذا) على العسة بأنه ظفر بآغة وهو في أسره في غاية التوثيق ، ودخلت المحلة للمعسكر ، وهي في الحالة الدالة على الفرح للمستبشر ، ثم بعث الكولونيل جيري الذي هو بجيشه عسة في كاشرو بأن الحشم تسلطوا عليه ، وقد قتل منهم ما قدره الله ووفقه إليه ، فخرجت المحلة نحوه وجاست خلال تلك الديار ، ومزارعها وبساتينها ورجعت بعد قضاء الأوطار.
قال ثم رجع الجنرال بيجو ومعه الجنرال لمرسير بمحلته والمخزن معه لناحية مستغانيم ، فأخذوا على واد الحمام طريق وهران بالتغانيم ، ومروا بالفراقة وهبرة فبينما هم بها وإذا بفارس عربي أتى ببطاقة ووضعها بخشاب وذهب خشية النفرة ، ولما وصلت بيد القبرنور ألفاها مبعوثة من عند الأمير لقايد مرسى الجزائر المشهور مضمنها : أيها الفرانسيس أنتم تحبون الخيل الذين لهم (كذا) ذيل