للجنرال ، وباتا بأولاد سيدي دحّ فأضروا بهما إضرارا مفضيا للنكال ولما أخبرا الجنرال بذلك استغاط مع ما فيه من الغضب على ما حل بجيشه من جيش الأمير ، فغزى أولا سيدي دحّ نكاية لهم بالأمر المدير ، ثم وقع قتال شديد بين الدولة وخيالة الأمير بماوسة ، كان الظهور فيه للدولة وأسرت آغة الخيالة وهو بن عيسى بواقعة مطمر كاشرو وماسة ، كما حصل الظفر بخيالة بن عيسى وأتوا معه أسارا ، وصارت الدولة تروم البراز جهارا ، وبماوسة حصل للدولة خسران كبير ، لشدة المطر المترادف الغزير ، ثم رجعت الدولة للبرج ودخلت محلتها للمعسكر ، بعد القتال الذريع بالبرج في المشتهر ، وكان ذلك في الثامن والعشرين من دسانبر المذكور ، وأتى بالزاد من وهران الجنرال بيد (BEDEAU) للمعسكر ومعه الكولونيل طنبور : وذلك في آخر جانفي من سنة اثنين وأربعين ومائتين وألف الموافقة لعام ثمانية وخمسين ومائتين وألف ، وأخذ الجنرال جميع الأسارى وذهب لمستغانيم ، فحل به الوحل الذي مات به القبطان مرزور في خضخاض ذميم.
ثم خرجت المحلة من المعسكر وذهبت لجبل نسمطى فألفت به بارودا كثيرا مدفونا به للأمير ، فأخذته بالفرح والسرور الكثير ، وحصلت المخالطة بين الدولة والحساسنة والجعافرة بالإذعان ، حتى أن مرابطهم العربي جاء بأهله بأمر عرشيه للمعسكر وسكن في الأمن والأمان ، وبعد غازية أولاد سيدي دحّ أذعن بنوا شقران ، وسائر الأعراش الحائطة بالمعسكر وصارت في الراحة والأمان ، وعمر سوق المعسكر وغيرها وكثر البيع والشراء بين النصارى والعربان ، واستقام الخطّ الممدود من مستغانيم للمعسكر بغاية ما كان ، وكان الجنرال بيدو : غزى في اليوم الثامن من دسانبر المار الذي وقعت فيه الغازية من المعسكر على أولاد سيدي دحّ ذات الأحوال الشراقة ، غزى غزوة عظيمة على مجاهر والبرجية الذين بسرات وغيرهم والعبيد الشراقة وأذعنوا له بالطاعة إذعانا عظيما ، وتركوا الجنوح للأمير تركا جسيما ، وصارت المراسلة بين هؤلاء والجنرال ليست بمنقطعة ، ولا مبتوتة ولا منصدعة ، وكانت طاعة جل الأعراش في شهر فبري (كذا) سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام ثمانية وخمسين ومائتين وألف.