ملاقة عدو ولا أري شيئا من القتال ، وذلك في الثالث والعشرين من نوفمبر (كذا) الموافق للرابع من شهر شوال.
ولما ذهب القبرنور (كذا) للجزائر بعث للجنرال لمرسير ليذهب للمعسكر بالمحلة ، فذهب لها في السابع والعشرين من نوفمبر (كذا) الموافق للثامن من شوال بالقولة التي ليست بذات القلة. ومعه قليل من قوم المخزن الذي عليه الاعتماد ، لمكثهم كثيرا بالمعسكر في القول المراد بعضهم من مخزن مستغانيم وبعضهم من مخزن وهران ، تحت رئاسة قدور ولد عدة ومصطفى بالضيف بالبيان وقد اتخذ الجنرال محمد بالحضري وإسماعيل ولد قادي بمنزلة فسيانين (٢٢٧) معه في كل شيء ملازمين ، وأخذ رجلا جاسوسا يقال له جلول الحضري الحشمي كان بأهله في غاية الإهانة ففر لمستغانيم فاتصل بالجنرال فصيره جاسوسا على الوطن الحشمي وكانت له حيلة ومعرفة كبيرة وطول باع ، لا يحاشى أحدا من مطامير الحشم ومحل نزولهم فكان للدولة به غاية الانتفاع ، بحيث اطلعت به الدولة على سائر المطامير فأخذت ما بها من الحبوب واطلعت على الأماكن المخفية التي يكون (كذا) للحشم وغيرهم السكنى وتعد للهروب ، وأتى للدولة بالحمير وأراهم بما فيها من المنافع فكان الاعتماد عليه في الجولان وما يكون من المضار والمنافع ، وفي حال صدود المحلة من مستغانيم للمعسكر لم يكن بها شيء في الطريق إلى أن وصلت للمعسكر فألفتها في غاية ما يكون بها من الراحة الكثيرة والتوفيق وهم / في انتظار الجيش بالاشتياق لشدة ما حصل من ألم الافتراق ، وكان جلول الحضري وعد الجنرال بالاطلاع على مطمر كاشرو والمعروف بالمطمر الأبيض وشاق (كذا) الجنرال لأخذه إلى أن أخذه بالنفل والفرض ، ثم غزت المحلة على (كذا) أولاد سيدي دحّ (كذا) فأخذته أخذة شنيعة ، وصيرتهم صيرورة فضيعة ، وكان ذلك في ثامن من دسانبر سنة إحدى وأربعين وثمانمائة وألف الموافقة لعام سبعة وخمسين ومائتين وألف ، وسبب هذه الغزوة أن جيش الأمير غزى المعسكر وأخذ لها جميع المواشي ، وأسر لينتال (كذا) مراندول (٢٢٨) وتركه في التلاشي وجاء رجلان من عرش مجاهر ببطاقة
__________________
(٢٢٧) يقصد ضابطين من الكلمة الفرنسية : Deux Officiers.
(٢٢٨) يقصد اعتقل أسيرا برتبة ليوتنان من الكلمة الفرنسية : Lieutenant ، وهو مراندول المذكور.