بالإذعان ، ومعهم طرف من بني عامر والحشم وأحبّوا أن يكونوا من الدولة في الأمان ، فقبل كلامهم القبرنور : وأذعنوا ، وأزال ما بهم من الخوف وتامّنوا ، حدّثني آغة الغرابة الحاج عدّة ولد الموسوم ، أن الغرابة لما أذعنوا وصاروا من جيش مصطفى بن إسماعيل قال الحمد لله الذي جمع الخيمة التي كانت مفترقة بالرسوم ، حيث الأعراش الأربعة المخزنية صارت في قبضة واحدة وذهب ما بهم من النيّة الحائدة.
ثم بعث القبرنور : للجنرال بيدو : بمستغانيم وأمره بالذهاب لجهة تلمسان ، ليفتش على محلّة الأمير ويقاتلها حيث ما وجدها وفي أي مكان ، فذهب فورا لما أمر به ووصل لتلمسان في رابع عشرين فبري (كذا) من سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف الموافق للتاسع من المحرم الفاتح لسنة ثمان وخمسين ومائتين وألف. ثم خرج على الغسل ووصل لندرومة فأذعنوا له من غير اختلاف ، ثم زاد مصطفى وابن أخيه المزاري بمخزنهما إلى قرية الكاف ، فأمر مصطفى المخزن بالنزول والدخول عليهم في الغيران ، ففعلوا وأخذوهم عن آخرهم أخذة شديدة الأحزان ، ولمّا رأت الدّشور (كذا) التي بحوائط الكاف ذلك النكال ، بادروا للإذعان من غير القتال ، ولما تولى الجنرال داربو فيل :(D\'ARBOUVILLE) على مستغانيم بدلا من الجنرال بيدو الذي ارتقى لتلمسان ، جمع جيشا عرمرما وخرج به لترتيب فليتة بحسب الإمكان ، ثم ذهب لتاقدمت ولما صار بمدغوسة وقع الثلج العظيم ، فذهب لفرندة وبمروره غزى غزوة كبيرة ظفر فيها بالسّبي الجسيم ، فبينما هو كذلك وإذا بالمطر السائل كأفواه القرب تزايد فدخل محلّته للغابة لنيل الأرب ، وفلت من يده كثير السبي والأسارا (كذا) ، ومات الكثير من باقي الأسارا ، ومات له أربعون فرسا ما بين خيل الطبجية ولتران (كذا) والتجأ إلى كهوف افرندة للنجاة ، وقدم في تلك اليلة (كذا) صدامة لمحلّة دوليني وكان ليتنان (كذا) ، لكون تلف بالنهار مع بعض الخيالة ، وأرادوا التغلظ عليه ثم أذعنوا في حالة الجيالة وبقيت تلك المحلّة نصف شهر لا تأكل إلا حبوب المطامير ، ولما انجلا الحال جاءت تلك المحلّة مع طريق أم العساكير (كذا) وكان ذلك في شهر مارس سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافقة لعام ثمان وخمسين ومائتين وألف ، وذهب الحشم لجبل البرج في المشهور ، وذهب الغرابة والقطارنية وأولاد