سليمان لوهران لملاقات القبرنور : ولمّا اجتمعوا به سألوه أن يجعل لهم حدود النجوع ، ولا يدعها مهملة ليلا (كذا) يتولد منها بعض الصدوع.
قال ولنرجع بالكلام على بن عبد الله فإنه لما رأى أنه لا فائدة له في المقاتلة للأمير مع الدولة ، ورام أن يحصل له الثناء والمزية وحده ويفوز بالصولة وكان الأمير أراد أن يرد لنفسه من رعيته كل من أذعن للدولة ، فجمع جيشا لقتال الأمير بالنكاية ، فسمع به الأمير وهجم عليه ليلا وأخذ محلّته ففرّ هاربا لعين الحوت سائلا للوقاية ، ثم قدم عند الجنرال بيدو : فجعل له صلة بغاية الوصف ، إلى أن ذهب للحجاز في سنة ست وأربعين وثمانمائة وألف.
ثم هجم الأمير على من كان بقربه / من أولاد سيدي الخوان وأولاد عومر من الغسل فأخذ أموالهم غنما وغيرها ، ومرّ على حمام بن زمرة وتافنة غانما خيرها ، فسمع به مصطفى بن إسماعيل صباحا فلحقه بمخزنه في ذلك الوقت وفك له الغنيمة ، ولم يخلص منه بالفرار لترارة باكيا نواحا ، وكانت مدة العيبة ثلثي اليوم ، ودخل لتلمسان بتلك الغنيمة والأمير حل في اللوم.
ثم جاء السرسور لوهران لإراحة المخزن في سابع إبريل سنة اثنين وأربعين وثمانمائة وألف ، الموافق لثاني عشر صفر سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ، وجاء الجنرال داربوفيل : لمستغانيم كما مرّ في البيان ، فبعد أيام خرج على شلف وزاد لدار آغة بن عرّاش بالبيان ، وصحبته المزاري وقدور بالمخفي بمخزنهما جهارا فبمجرد حلوله بها خرّبها وأضرمها نارا ، وبذلك المحل أذعنت العرب من مينا لأولاد خويدم ، وأذعن للجنرال لمرسيار : بعد المحلّة الكبيرة غير ما مرة طرف من فليتة وجميع صدامة والحوارث والحشم والكثير من أهل اليعقوبية بغير عويدم.
ثم أمر القبرنور بانتظام محلّة بمستغانيم في أول يوم من ماي الموافق للسادس عشر من ربيع الأول تكون تحت رئاسته ، ليغزوا (كذا) بها على النواحي الشرقية إلى أن يربصها بسياسته. ولما سمع الجنرال أبو هراوة صمّم على الجولان بتلك المحلّة المنتظمة للقبرنور : وخرج من المعسكر لمستغانيم وجمع الزاد وأمر الأعراش المذعنين بالخروج مع المحلّة فلبّوه لذلك بغاية السرور ،