لخليفته بن علال ، أتاه وذهب به إلى قور أنقاد فيما يقال وكانت محلة المعسكر في أثرهم فاجتمعت بمحلة الخليفة بن علال في الواد المالح. وحصل القتال الشديد بين الفريقين بالقتل الذي وقعت به شدة المنايح / ومن تلك الواقعة لم يظهر للأمير خبر بالبيان إلا بواقعة بني اهذيل بنواحي تلمسان. وكانت واقعة الواد المالح في حادي عشر نوفمبر (كذا) سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة وألف الموافق لعاشر ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائتين وألف (١).
وفيها مات الخليفة ابن علال واجتز رأسه وأوتي به لوهران في شكارة من الجلد فيما يقال. فطرب الجنرال أبو هراوة لما رأى رأس الرجل المحسن فتأسف كثيرا ، وقال هذا واحد من الأصدقاء الراغبين في الخير من جيش الأمير قد صار ميتا حقيرا.
قال ثم انتقل الأمير بدائرته من مسيون ونزل بطاعة سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان ، وصار يشن الغارات على أهل المغرب الأوسط في كل وقت ومكان. وكان الجنرال تمبور في ذلك الوقت بمحلته غازيا على الجعافرة الذين بسيدي خليفة ، ومسلطا عليهم بقصد الإذعان في القولة المنيفة. كما كان الجنرال بورجلي بمحلته محاصرا فليتة ، ومدوخا لهم بحسب الكفاية إلى أن لم يدع لهم تفليتة ، والجنرال بيدو محاصرا للقبائل الذين بتافنة وهم معه في العذاب الشديد والعافنة.
ثم إن آغة الحاج المزاري سأل من الدولة التقاعد ، فوافقه القبرنور جنرال على ذلك وعين له خراج وصار في بيته مقبول القول مسموع الكلمة مطاع الأمر في جميع التراصد. وحصل البغض بين قرابته على التولية بمحله فلم تعطي لواحد منهم وجعل بها فسيانا يقال له فلصة سزاري لكي لا يقع الخلل بسبب ذلك منهم.
ثم خرجت المحلة من وهران لنظر القبطان المذكور ومعه من المخزن المؤيد بالفتح قاصدا محلة الجنرال بيدو بتافنة في المسطور. ثم محلة من
__________________
(٢٤٩ م) نفس تاريخ الهامش السابق.