المسطورة (٢٥٢) ، ضربت محلة الدولة مدافعها في خراب الرومان وهو المسمى بلالة مغنية في هذا الزمان ، وكان ذلك اليوم عند المحلة هو عيد السلطان وأسست به مدينة سميت باسم المراءة التي كانت به ساكنة وهي لآلة مغنية البلاحية ذات البركة الظاهرة والكامنة. وقررت حدود إقليم الجزائر الذي في طاعتها وأسسته لرواج براعتها وكان من الجهة الشرقية مملكة باي تونس ، ومن الجهة الغربية مملكة سلطان المغرب الذي آخره ضريح سيدي يحيى بن تونس.
وفي ثالث العشرين ماي من تلك السنة الموافق للسابع والعشرين من جمادى الثانية من سنته المبنية (٢٥٣) بعث قائد وجدة وهو السي علي القنواي جسوسا من عنده ليحقق له الخبر على البناء بالخراب المذكور ، لقربه من وجدة على نحو الستة عشر كيلومتر (كذا) في المسطور. وفي ثلاثين ماي الموافق للخامس رجب (٢٥٣) غزت بغتة محلة المغاربة على محلة الدولة التي كانت بمغنية فتلقتهم المحلة بغاية المنال ولما رأت المغاربة ذلك رجعوا لمحلهم ولم يحصل بين الفريقين قتال. ولما سمع القبرنور جنرال لذلك وهو بجرجرة أتى فورا لوهران وخرج منها في السابع جوان الموافق للثالث عشر من رجب للبيان (٢٥٤) بمحاله ومعه أربع مائة فارس مقاتل ما بين الدواير والزمالة. وجد السير إلى أن وصل لمغنية في ثلاث عشر جوان الموافق للتاسع عشر رجب بغاية الزمالة. وفي الخامس عشر من جوان الموافق للحادي والعشرين من رجب (٢٥٤) اجتمع قائد وجدة بالجنرال بيدو بغرب وادي المولحة بقرب سيدي عزيز وحصل الكلام بينهما على الصلح فلم يتم وتكلم البرود من عند المغاربة الذين بمحلة المأمون لغاية التبريز ووقعة الملحمة العظمى بين الفريقين التي بقيت بها القتلى قوتا للوحوش والطيور. وأثنا (كذا) القبرنور في ذلك اليوم على المخزن الثناء الجميل الذي في غاية السرور. وفي التاسع عشر من جوان الموافق للخامس والعشرون من رجب (٢٥٤) دخلت محلة الدولة وجدة بغير قتال ، وقد انجلا (كذا) أهل وجدة
__________________
(٢٥٢) أول ماي ١٨٤٤ يوافق ١٢ ربيع الثاني ١٢٦٠ ه.
(٢٥٣) ٢٣ ماي ١٨٤٤ م يوافق ٥ جمادى الأولى ١٢٦٠ ه و ٣٠ ماي يوافق ١٢ جمادى الأولى.
(٢٥٣) ٢٣ ماي ١٨٤٤ م يوافق ٥ جمادى الأولى ١٢٦٠ ه و ٣٠ ماي يوافق ١٢ جمادى الأولى.
(٢٥٤) ٧ جوان ١٨٤٤ م يوافق ٢٠ جمادى الأولى ١٢٦٠ ه و ١٥ جوان يوافق ٢٨ جمادى الأولى.
و ١٩ جوان يوافق ٢ جمادى الثانية.