لسيدي ماخوخ في تحقيق المقال ثم رجعت المحلة للناحية البحرية واختطت مدينة الغزوات ، لأنها مجمع الطوق الآتية من وجدة ومغنية وندرومة بالإثبات والآتية من بني يزناسن وسيدي أبي جنان ، لترسّ (كذا) بها المراكب البحرية الآتية من كل وقت وزمان وبعد ذلك دخلت المحال في أول جليت (كذا) الموافق لسابع شعبان (٢٥٥) لوهران. وفي ثالث جليت الموافق لتاسع شعبان هجم المغاربة على المحلة التي بمغنية فوقع بين الفريقين شديد القتال آل فيه الأمر إلى انهزام المغاربة بعد ما مات بينهم كثير وذهبوا / في أرذل الحال. ولما رأى المريشال ذاك قال لا يليق لهؤلاء إلا المخزن المقيم بوهران ، لشجاعتهم ومعرفتهم بالأرض وما فيها من الطرق والبلدان ، وأمر بقدومهم لمغنية من وهران. وفي اليوم التاسع عشر من جليت (كذا) سنة أربع وأربعين وثمانمائة وألف الموافق للخامس والعشرين من شعبان سنة ستين ومائتين وألف (٢٥٥) اجتمع المخزن بالمريشال في مغنية ، وجال جولة حصلت بها راحة وتهنئة ولما سمع القائد الجديد بوجده وهو سي أحميدة بقدوم المخزن خشي من الحركة عليه صار يكاتب الدولة بأن سلطان المغرب يروم الصلح وتكرر منه ذلك لتحصل العافية في زعمه إليه لكن المخزن قال للدولة أن هذه المكاتب لا أساس لها وأنها هي مبنية على الغش والخديعة وغرض القايد بذلك الاجتماع بالجيوش المغربية السلطانية القادمة للزريعة لا لسد الذّريعة.
قال فذهب المريشال لتدويخ امسيردة والسواحل ، وهو على بال من المغاربة وليس بالمغافل ، فبينما هو سائر وإذا به تلاقي بمحال المغاربة ، لنظر السيد محمد ولد سلطان المغرب بالجيوش القاطبة وحصل القتال الشديد بين الفريقين بموضع يقال له واد سلي ، فصار المغاربة في الضرار وصارت الدولة بمخزنها في غاية التخلي ، وسبيت محلة المغاربة سبيا جسيما وأخذت أخذا عظيما ، وحصل الثناء الجميل للمخزن الذي ليس عليه في ذلك اليوم من المزيد لكونهم قاتلوا شريفا وابن أمير كبير ولم يخشوا منه ولا حصلوا في التنفيد. وكانت
__________________
(٢٥٥) أول جويلية ١٨٤٤ يوافق ١٤ جمادى الثانية ١٢٦٠ ه و ٣ جويلية يوافق ١٦ جمادى الثانية.
ويوم ١٩ جويلية يوافق ٣ رجب.